Wednesday, May 01, 2024

من أين ورث الشعب ثقافته ؟

من أين ورث الشعب ثقافته!؟ بل من أين ورث كل هذا البلاء؟ الجواب بكل وضوح, هو ؛ إكتسبها من النخبة التي لم تكن مثقفة فلو كانت متّقيّة لا نصف مثقفة فنتيجتها حتماً ستكون المحبة و الوئام و التعاون و التواضع و الأنتاج و الوفرة و السعادة, و لو كانت العكس, فهو العكس كما هو الواقع! و لو كان المجتمع يتّصف بآلفساد العام و الجرائم المنظمة و الظواهر الأخلاقية الشاذة؛ فأن السبب من نفاق و خلو الوجدان في الحُكام و السياسيين و هذا هو واقع العراق للأسف وعلة العلل في ذلك .. هي الثقافة المنحطة و الدين المؤدلج : و بما أن بلادنا حكمها و يحكمها للآن أنصاف المثقفين كظاهرة شاملة حتى في الجامعات والمدارس ناهيك عن الطبقة السياسية التي فقدت الوجدان و إمتازت بآلأمية الفكرية و الأبجدية لهذا إنتهى العراق و مسخوا الشعب و لا يتطور أبداً!؟ ملاحظة : ألتطور ليس بناء شارع أو رصيف مدرسة ؛ إنما هو العدالة و آلحرية و و الكرامة و المساواة و خلو المجتمع من الطبقية في الحقوق و الرواتب, و بما أن هذا الأمر الأهم مفقود بل و معكوس ؛ لذا الخراب و الفساد سيستمر حتى زمن الظهور, ما لم تتقدم المرجعية و تستلم زمام الأمور و تضع ثقتها بآلجهة المطمئة مع إشرافها المباشر, و تلك هي الحالة الوحيدة الناجية خصوصا مع الشعب العراقي! و إليكم التفاصيل: يقول أحد الكتاب : [بعد ثورة تموز و تأسيس الجمهورية العراقية عام 1958م عملت الدّولة على نشر التعليم والثقافة والوعي الصحي و الزراعي و الصناعي بشكل خاص بين صفوف الطبقات المحرومة ، فكانت من خطوات تلك الثورة التغييرية؛ إرسال فرق سينمائية للمناطق المحرومة لعرض الأفلام السينمائية بالمجان على شاشات عملاقة في ساحات المدن المفتوحة لتسلية الناس والترفيه عنهم من ناحية وبث الوعي والثقافة من ناحية ثانية بإعتبار الأعلام و القصص السينمائية مدرسة بحدّ ذاتها,و كنت بآلمناسبة شاهداً لتلك الفعالية عندما عرضوا فيلماً في الصوب القديم بمدينة بدرة/واسط و عمري أنذاك لم يتجاوز الأربع سنوات ، بعد أن وصل فريق ثقافي سينمائي عصر ذلك اليوم لمدينتنا لعرض أحدى الأفلام قرب الجسر القديم على شاشة من القماش بطول 5في4 تقريباً, تعلق على الحائط فتتجمع العوائل والناس من مختلف الأعمار نساءاً ورجالاً تفترش الأرض لمشاهدة أحداث الفلم و لأول مرّة يشهدون ذلك، وكانت الدولة حينها تهدّد بالعقوبات الشديدة و محاسبة من لا يحضر العرض السينمائي ، فكانت الناس تحضر مجبرة و بنفس الوقت متلهفة لمشاهدة شيء جديد لم يعتادوا مشاهدته من قبل! و كلنا يعلم أن الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي لم يعرفوا ولم يسمعوا بالسينما والتلفزيون في ذلك الوقت ، فمع تجمع مئات العوائل الجالسة على الأرض الترابية و في وقت مساءاً تمّ عرض فلم مصري (قصة قديمة) عن حياة عنترة بن شداد ، كانت أحداث الفلم تتحدث عن شجاعة و بطولات عنترة و علاقته العاطفية بعبلة, و كانت العوائل رجالاً و نساءاً منبهرين و هم يشاهدون لأول مرة احداث فلم امام شاشة عملاقة كقصة حقيقية وكان ظن الجميع أن ما يحصل على الشاشة احداث جارية لحظتها ، ففي أحدى لقطات الفلم سقط عنترة من حصانه أثناء أحدى المواجهات فصرخ يستنجد بأخيه بعد أنْ تجمّع عليه الأعداء و احاطوا به!ولكن المفاجأة قبل أن يأتيه أخيه ، هبت الجموع الجالسة التي كانت مندمجة مع الفلم وهي تتفرج هبت لنصرة عنترة فصار الهجوم على الشاشة وهم يهتفون ( إحنا أخوتك عنترة ) فتم تمزيق الشاشة وتوقف الفلم وعمت الفوضى وانتهى العرض ، نعم هذه حقيقة ثقافة الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي قبل حوالي 65 عاماً ، أي بعد الثورة وأسقاط النظام الملكي]. ثم يضيف الكاتب الذي لا أتذكر إسمه للأسف : [بأن تلك الحادثة القديمة جداً أحضرت في ذهني و أنا أتصفح فديوات اليوتيوب فوجدت فديو قد لا يختلف كثيراً في احداثه عن تلك الحادثة عام 1958 م ، فقد تمّ هذا الفديو تم تصويره وبثه في العام 2023 م ، الفديو يصور ساحة ترابية يمثل فيه مجموعة ممثلين محليين في أحدى المحافظات العراقية واقعة يوم العاشر من محرم و مقتل الحسين في واقعة معركة الطف، و الجموع البشرية التي حضرت مبكراً لمشاهدة هذا العرض التمثيلي, و كلهم يعرفون بأن ما يحدث أمامهم هو مجرّد تمثيل أو مايسمى (بالتشابيه) كمسرح كبير, فان حضورهم هذا العرض التمثيلي لفهم حيثيات ذلك الحدث التأريخي ، ولكن المفاجأة أيضاً بدأت عند لحظات مقتل الحسين(ع) حسب تصوير الفديو ، الناس يهجمون بالمئات وبأندفاع عاطفي كبير بشكل جماعي صغاراً وكباراً على الممثلين الذين قتلوا الحسين(ع) و أشبعوهم ضرباً مبرحاً و أدموهم وتمّ نقل بعضهم إلى المستشفيات القريبة وهم في حالة خطرة! وكأنّ صورة ما حدث قبل أكثر من ستة عقود في خمسينيات القرن الماضي؛ تعاد بشكل حي مع فارق وحيد وهو عدم وجود ضحايا قبل ستة عقود .. و هنا وجود عشرات الضحايا ]. إن السؤال الذي يخطر على بالنا و نحن نشاهد ذلك الفديو و (التّشابيه)، و نعيش الواقع كما هو : ماذا تطوّر من العراق, خلال فترة زمنية إمتدت لنصف قرن؟ إضافة إلى فائدة الثورة الحسينيّة التي إمتدت لـ 15 قرناً؟ و هذه هي عقلية الناس و هذا هو مستوى وعيهم للآن؟ وهؤلاء هم غالبية الشعب العراقي إن لم نقل كلّهم شئنا أم أبينا, فآلصفة المشتركة : (طيبة + جهل + عاطفة + سذاجة + حرمان + طاعة عمياء) أو (معارضة عمياء)!؟ فهل مع هذا الوعي المشوّه و الوضع العاطفي السطحي البسيط سيتغير العراق نحو الأفضل؟ إذاً علينا تغيير النظام السياسي أولاً ثم تدريب النّخبة و توعية و تعليم المعلم لأحداث تنمية بشرية - حقيقية لا حزبية أو عشائرية تصب لصالح الرؤوساء و الشيوخ و لجيوب السياسيين الفاسدين .. و إلا شعب لا يميز التمثيل عن الحقيقة والعدالة عن الظلم و المثقف عن أنصاف المثقف و الفاسد عن الصالح و المجاهد عن المنافق و حتى العدو عن الصديق؛ كيف يمكن أن يفلح و يهتدي و يتحرر !؟

الهجوم على الأحرار :

ألهجوم على الأحرار: في الآونة الأخيرة و بعد الحروب الظالمة على الدول و الشعوب المتطلعة نحو الحرية و التحرر ؛ إنبرت قوى و لجان و مؤسسي المواقع العالمية كالفيسبوك و تويتر و حتى مواقع شخصية كالإيميلات .. بإستثناء (الواتسآب) بإغلاق الهادفة منها, بسبب إنتشارها و قوتها في بيان الحقّ, فهناك شخصيات أدبية و فلسفية و علمية لها وجدان و ضمير لا تستطيع السكوت أمام الظلم رغم ما يكلفها من خسائر و أذى ومواجهات, لهذا تعرّضت للهجوم و الإقصاء على الدوام, و منها جميع مواقعي التي كنت أستخدمها منذ أن ظهرت تلك التكنولوجيا حتى بريدي الأليكتروني تمّ حذفه بإستثناء (الواتسآب), فآلعارف الحكيم الذي نذر نفسه لنصرة الحق, و أبى قلمه أن يتحول لبوق مُهرّج و تابع في موقع التواصل و الأعلام, بل و جهد و أجتهد لنشر الحقائق الكونية الهادفة؛ قد تمّ الهجوم عليه لأنه لا يرتبط بحكومة, و هذا الأمر ذكّرني بسنوات الجمر العراقي في القرن الماضي , عندما كان النّظام البعثي لا يسجن ولا يعدم سوى المؤمن المخلص بقضية الأنسان و تحريره و كان عددهم أقلّ من القليل .. فآلجميع تقريباً إنخرطوا في مؤسسات النظام لأجل الرواتب كما هو حالهم اليوم!؟ إنّ ألعارف ألحكيم و ألفيلسوف ألكونيّ هو ألذي يضع كلّ مُمكن و مُحتمَل بنظر الأعتبار لبيانه و تنوير الناس لضمان آلعدالة و حقوق الأنسان بلا تحيّز أو دعم حزب أو حكومة على حساب الشعوب و كما حدث في بلادنا للأسف, خصوصا عند تصويب قانون أو دستور للمجتمع ؛ و بذلك فإنه و أعوانه آلطبيب – ألحكيم - ألحريص من دون آلجّميع لتأمين و ضمان حقوق الخلق و سلامة المجتمع و رقيّه. فعلى يَدَيّه تتمّ مُعالجة ليست فقط ألأمراض و الكوارث و المشاكل و الإبتلاآت التي يواجهها آلمجتمع و الناس؛ بل و يسعى لتحقيق ألسّعادة و آلأمان و الرّفاه و آلعدالة آلتي تُمحي ألطبقية و الفوارق الحقوقيّة و المعيشيّة و الخدميّة و غيرها .. إنّ آلكونيين وحدهم على ندرتهم و معاناتهم في هذا آلعالم المجنون الظالم الذي قست فيه القلوب؛ يعرفون قيمة الأنسان و آلفِكر و مكانته في آلوجود و دوره في آلتّغيير المطلوب لأحقاق الحقّ و نبذ الظلم, وإن [(الوحدة) بدل (الكثرة)] هي الضّمان لبناء الحضارة الأنسانيّة لا الحضارة – ألماديّة – الفرعونيّة – ألسّومرية – الأكديّة – الكُورشيّة – البابليّة – النبوخذنصريّة – الصدامية, التي حكمت بآلظلم و العنف و القتل, لأنها أندثرت و للأسف ما زال يُمجّدها ألحكام و خلفهم الجهلاء و أنصاف ألمثقفين في بياناتهم وأقوالهم للأسف لرضا الحُكام و الفاعنة بدعم الهمج الرّعاع ألمرتزقة؛ الذين هم السبب في خراب وضعنا و عيشنا وعدم إستقرارنا على كلّ صعيد! لهذا فإنّ مُحاصرتهم وتعليمهم و توعيتهم , بعكس ما فعل و يفعل ألحُكّام والأحزاب و آلمُتسلطين ألّذين لا خيار لهم سوى آلأستمرار في ذلك لإمتصاص دماء ألفقراء و المساكين و المرضى الذين يتمّ إستضعافهم و سلبّ إرادتهم بعد منع ألمعرفة و آلحكمة عنهم, لتصويب ألقوانين ألظالمة بسهولة بحسب منافعهم من قبل مجالسهم النيابيّة و القضائية التي تُقرّر كلّ يوم عشرات القوانين المختلفة ثمّ تُمحيها غداً لإستبدالها بأخرى و هكذا تُدار آلسّلطة بقوانين متغييرة على الدّوام ليكون آلفقراء أوّل الضحايا والمظلومين! لقد صوّبوا الكثير من القوانين و الدساتير التي تضمن بآلدّرجة العظمى مصالح الحكام والمستكبرين لكن أخطرها تلك التي تسبّبت بتدوين و إعمال (أخطر قانون) لمسخ البشريّة و تعبيدهم, بعد محاولة تجميّد و تحيّيد الفلاسفة و إخضاعهم لهيمنة أصحاب المال و القرار. و ذلك القانون ألخطير و الظالم قد أشرنا له سابقاً(1) و يقضي بتحطيم كرامة الأنسان في آلنّهاية عبر تطبيق (قانون عامّ) لم ينتبه له سوى ألفيلسوف (هيجل) الألمانيّ في القرن ألثّامن عشر و (جان جاك روسو) الألمانيّ أيضاً و آلذي تعلّم من آلأمام عليّ(ع) فلسفة ألعدالة و آلّلاطبقيّة بإعترافه هو بكون (ألأمام عليّ(ع) أستاذه(2) .. مُحذّرين – هو و هيجل - آلنّاس إلى نوع من (الغربة ألذّاتيّة) في آلأنسان بسبب القهر .. مُعلنين بصراحة أنّ (العقل الجّمعيّ حلّ محل ألعقل الفرديّ), بمعنى : [حلول إصالة ألمُجتمع محلّ إصالة ألفرد], و بآلتّالي تسيّير ألمجتمع كقطعان آلماشية بإتجاه أهداف كليّة محدّدة, و بآلمقابل لا حقّ لهم سوى إشباع بطونهم و لباسهم و إيوائهم ربما ببيت أو قصر مقابل فقدان حريتهم وجهودهم وإنتاجهم للطبقة الحاكمة و مَنْ ورائهم]. و هذا يعني مسخ كرامة الأنسان و تمييعه ضمن الأهداف الأجتماعيّة الكليّة التي أشرنا لها آنفاً لصالح طبقة الـ 1%, و فيما بعد طالع (كارل ماركس) هذه المقولة بنظرة أكثر محدوديّة مركّزاً على الجانب الأقتصاديّ فقط كما بيّنها في كتابه (رأس المال) الذي ربط مصير الأنسان بآلآلة, لكن (أريك فروم) ألعالم النّفسيّ و الأجتماعي المعاصر, ذهب أكثر من غيره لبحث آلموضوع, حيث أشار لأهمية فلسفة , ألشرق - أيّ الفلسفة المبنية على الغيب - و مكانه الخالي في هيكلية النظام الغربيّ المتجّه لمصير مغلق و خطير, مؤكّداً على ضرورة إدخاله في المجتمع الغربيّ لصونه و تقويمه, مؤكداً (فروم) بصراحة إلى مسألة إستهزاء و عبثية النظام الغربيّ لإسعاد لأنسان كفرد, و ما مقولة الفضائل الغربيّة و آلآداب و الأخلاق في العالم الصناعيّ إلّا وسيلة لإبعاد الأنسان عن نفسه و تغرّبه عن ذاته و ضياعه. أيّها القارئ لو شئت أن تكون حرّاً وعزيزاً وقوياً بحبّ الله الذي وحده يُريحك دون أيّ حُب لتُخلد؛ عليكَ بجواب (الأربعون سؤآل)(1). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عزيز الخزرجي - ألأربعون سؤآل : (ahewar.org) (1)

كيف نقوم التنمية البشرية ؟

كيف نقوم التنمية البشرية؟ هناك الكثير من الحواس داخل الانسان ومنها الضمير اذا لم تفعل تموت ويتحول الانسان اشبه ما يكون الى كتلة صلبة وصخرية من المشاعر التي لا يحركها شيء وعندما يختفي الضمير او يضمحل يحل مكانه منطق التسويغ للاشياء والمواقف والافعال فتتشوه المشاعر وهذا التشوه يصبح حجابا وقناعا بين الانسان ومحيطه. الاشياء عادة لا ترى بالعين فقط وانما هناك طاقة ورؤيا من خلال المشاعر وهو ما نطلق عليه الضمير الحي وهذه الرؤيا هي التي تكشف الاسرار والاستار. حضارتنا السومرية مثلا تأسست على مبادىء في صلبها يدخل الضمير الى مناح كثيرة منها حقول المعرفة والفن والشعر وهناك اثنا عشر نشيدا سومريا تحمل هذه المضامين الانسانية العظيمة. معركة الضمير هي معركة مراجعة وكشف لكل المناطق المظلمة في رؤوسنا وعلينا ان نعترف بشجاعة هادئة ان الظروف الاجتماعية المعوجة هي التي ساهمت في بناء منظومة مزيفة من السلوكيات الاجتماعية مدعومة بنظم اجتماعية مغلقة تدعم الجرائم العلنية وتتستر على اللصوص والفاسدين اصبح مجتمعنا مجتمعا خائفا ومرعوبا من البوح والوضوح والكشف والجرأة لذلك لانستغرب ان نجد الضحايا صامتين والمجرمين حاضرين وفاعلين في المشهد العام اين اصبح العراق من هذا العالم .لماذا توقف العراقي عن الاصغاء الى ضميره وحواسه ونحن نواجه لصوصا ومجرمين .لماذا ضيع العراقي ( المشيتين ) فلا هو ديني بالمعنى الديني المتجذر في ذاته وروحه وقناعاته ولا هو علماني في عقله وسلوكه الى متى يستمر مسلسل اللجم والكبح والتخوين وتشجيع الاوهام المزيفة ؟ بعض الناس غاضبة من السلطة السياسية وتناسوا السلطة الاجتماعية وهي الحاضنة والمصنعة الاولى التي يعيش في رحمها السلوك السياسي والاخير هو اسقاط للسلوك الاجتماعي العام نحن ندفع ثمن قبول الفساد والمفسدين وحماية الفاشلين ( والطرمان ) والاميين والتستر عليهم والصمت عن ما يقومون به من خلال التواطؤ وغض النظر عن هذه الاجواء يخلق مناخا لكل انواع الجرائم .الأصابع التي تعزف سوناتا الجمال ليست هي الأصابع التي تفضُ بكارة بيت الترباس لتهدِمَ. والراقصون على الحبال غير الراقصين من ألم السكين ، السوقية والنبل تضادٌ لايمكن له أن يلتقي والمسرح حياة مصغرة تحتاج الى وعي والتعري وجهٌ مشوَه من أوجهه وآن الأوان أن ينتزع الجمهور أقنعة الزيف من وجوه الممثل الذي يمارس مهمة العري والرقص على الحبال لذلك نحتاج الى مرآة سليمة لضمائرنا تعكس نفوسنا .. لكن للاسف ان السلطة الاجتماعية تقرأ مصدر القوة ولا تقرأ الجماليات وهي لا تميل للوضوح لانه يهددها في الصميم عشنا ظروفا ناقصة ولا يمكن باي شكل من الاشكال ان تنتج الظروف الناقصة بشرا مثاليين لذلك على كل منا ان يبدا بترميم ذاته او على الاقل ما نجا منها . لكي تنجو اكثر لا تقترب من اليائسين لانهم سينقلون لك يأسهم . تسلح بأيمانك الداخلي وامض واثق الخطوة . حتى لو كسروك او خذلوك فلا تبخل ان تجبر خواطر المنكسرين . لا تتوقف عن المصافحة لانه ما زالت هناك اياد نظيفة وبيضاء وغير ملوثة . اهتد بحكمة الطيور وهي تحلق امام انظار الصيادين رغم علمها انه ينصب الفخاخ لها ومع ذلك لا تغير طباعها .

Monday, April 29, 2024

مفهوم الثقافة في الفلسفة الكونية :

مفهوم الثقافة في الفلسفة الكونيّة: للثقافة تعاريف كثيرة .. لكن أفضل تعريف لها بحسب تقريرات الفلسفة الكونية, هو ما قالهُ (إدوار هريو)(1)؛ [ألثقافة هي ما يبقى في الفكر بعد ما ينسى الأنسان كلّ شيء]. و لو وضعنا تعريف (أرسطو) الذي عرّفها بآلقول؛ [التفكير مستحيل دون صور], بجانب تعريف (هريو) الذي عرضناه, أعتقد بأننا نُقدّم صورة أكمل و أجمل و أعمق للثقافة! ذلك أنّ الصّورة الفكرية تتميّز بقدرة التسلل و الإقامة الطويلة في الذاكرة بسبب (كامرة) العين التي تصوّرها بدقّة، فقد ينسى أحدنا محاضرة سمعها, أو كتاباً قرأهُ قبل عشرين عام و لكنهُ بالتأكيد لن ينسى مشهداً بصرياًّ أو صوراً مرئية تم إلتقاطها بعدسة العين الحيوية,لا سيما تلك التي تحفل بجرعة عالية من آلجمال و الجاذبية و الدّهشة و آلأثارة! و من الناحية العلميّة, فأنّ الصّورة تشغل حيّزاً أكبر في الذاكرة بحسب العلم فقد تعادل صورة صغيرة عشرات الصفحات المكتوبة بسبب (البكسل) وحدة قياس شفافية الصورة, كما في الحاسبات الأليكترونية, لذلك فأنّ المساحات الكبيرة التي تشغلها في وجودنا تبقى فاعلة و ممتدة و مؤثرة لمدد أطول كذكريات خالدة تبقى حتى آخر العمر و ما بعده, لو آمنّا بأنّ عمر الأنسان ليس محدوداً بزمان أو مكان مُعيّن و محدود و كما يعتقد أكثر الناس بآلخطأ! إضافة لهذا؛ تفيدنا هذه المعلومات من ناحية هامّة أخرى للغاية , لو علمنا بأن النظر إلى (العورة) من كلا الجنسين و هكذا الصور الماجنة و الخلاعية تسبب إشغال الكثير من (الكيكات) وحدة قياس الذاكرة في الحاسبات, و بما أن متوسط مخ الأنسان يستوعب بحدود 29 مليون كيكا بايت لذلك يجب الحذر من إشغال معظمها بآلصور الغير مفيدة أو المناظر التافهة بل الأستفادة منها في قضايا أهم , و لذلك يُحرّم الشرع النظر إلى الصور المحرمة لتخزين أكبر عدد ممكن من الذكاء لقضايا أهم. و لو وضعنا تعريفاً آخر لـ (أرسطو) بجانب التعريفين ألسّابقين؛ [بكون التّفكير مستحيل دون صور], نكون قد أتممنا مفهوم الثقافة و حقيقة الفكر و جوهر التفكير(2) لدرجة الكمال الذي من خلاله يتكامل وعينا(3) لحقائق الوجود, و بآلتالي نكون قد قدّمنا صورة جاذبة و جامعة و كاملة لأهم و أخطر مسألة في وجود الأنسان بعد حقيقة (القلب)(4) الذي يُشكّل جوهر و وجود الأنسان و مقرّ بصيرته! و الثقافة لا تكتمل ما لم نجيب على (الأربعون سؤآل كل بحسب إستيعابه و وعيه (5). عزيز الخزرجي/ (آلمنتدى آلفكْريّ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) دوللو، لويس: الثقافة الفردية و الثقافة الجماهيرية؛ ترجمة خير الدين عبد الصّمد؛ ط1, دمشق، 1993 ص 67. (2) يتشكل الفكر الأنساني من مجموعة مؤثرات؛ الأبوين؛ ألبيئة؛ المدرسة؛ ألمذهب؛ النظام السياسي؛ الذات؛ العناية الألهية. (3) ألوعي كلمةٌ تدلُّ على ضمِّ شيء, و في قواميس اللغة العربية؛ وَعَيْتُ العِلْمَ, أعِيهِ وَعْياً، و وعَى الشيء و الحديث يَعِيه وَعْياً و أَوْعاه: حَفِظَه و فَهِمَه و قَبِلَه، فهو واعٍ، و فلان أَوْعَى من فلان أَي أَحْفَظُ وأ َفْهَمُ. و في الحديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: (( نَضَّر الله امرأً سمع مَقالَتي فوَعاها، فرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوعى من سامِع))، و الوَعِيُّ بمعنى الحافِظُ الكَيِّسُ الفَقِيه, و عليه لا وعي دون علم فكلما ازداد المرء علماً و فهماً ازداد وعياً, و آلواعي يدرك الأمور على حقيقتها لا كما يدركها العاقل المجرّد, عن طريق الحواس الخمسة, بل بنظري أن العقل يعتبر حاسة جامعة بجانب الحواس الأنسانية, تعمل كضابط لأهل(القلوب), لمعرفة المزيد؛ راجع بحثنا الموسع بعنوان: [أسفارٌ في أسرار الوجود]. و الوعي عند علماء النفس؛ يمثل الحالة العقلية ألتي يتميز بها الأنسان بملكات المحاكمة المنطقية – الذاتية[ الإحساس بالذات) (subjectivity)، و الإدراك الذاتي (self-awareness)] و الحالة الشعورية (sentience) و الحكمة أو العقلانية (sentience) و القدرة على الإدراك الحسي (perception) للعلاقة بين الكيان الشخصي و المحيط الطبيعي له. خلاصة تعريف الوعي: هو ما يُكوّن لدى الإنسان من أفكار و وجهات نظر و مفاهيم عن الحياة و الطبيعة و أصل الوجود. (4) (القلب), هو العقل الباطن أو ما يعبر عنه بـ(آلضّمير), أو (الوجدان), الذي يمثل حقيقة الأنسان و جوهره. (5) عزيز الخزرجي - ألأربعون سؤآل : (ahewar.org) ���� ������� - �������� ���� : ���� ������� - �������� ���� :

تأريخ الحوزة و دورها في حفظ الدّين :

حول تأريخ الحوزة العملية و دورها في حفظ الدين : https://www.bing.com/videos/riverview/relatedvideo?q=%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%B2%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9&mid=8226B0436B0879684AA48226B0436B0879684AA4&ajaxhist=0

Sunday, April 28, 2024

ألمرجعيّة ستُنهي الفساد

ألمرجعيّة ستُنهي الفساد؟ بقلم العــارف الحكيم عزيز حميد مجيـد : ونحن على أبواب الإنتخابات ألمصيرية الثامنة, بدت في الأفق بوادر تؤشر لنقطة الخلاص من الفساد والمفسدين بتدخل المرجعية العليا لحسم الموقف كما فعلت بداعش بجملة واحدة فقط و آلآن تخطط بحكمة بعد دراسة الوضع و تدخل شخصيات و كيانات علمية و سياسية لتحديد مسار الانتخابات القادمة بنفسها هذه المرة لمحو الفساد من الجذور بإشرافها المباشر بخلاف المرات السابقة!؟ فخلال لقائه الأخير مع التيار الصدري بات كآلضوء الأخضر بتقريبهم و دعمهم بعد ما أثبتوا إخلاصهم و عزوفهم عن الرئاسة إلّا بآلحقّ للمشاركة في الانتخابات القادمة هذه المرة و قد يفوز غيرهم في المرة التالية إن لم ينصح التيار في أدائهم, وهذا الأمر كان الكثير من المحلليين و الأكاديميين و العلماء و حتى أعضاء ألأحزاب و أنا بمقدمتهم ننتظره بشغف لأن مشكلة العراق باتت معقدة للغاية و لا تُحلّ إلا بهذه الخطوة الكونيّة المباركة التي ستتحقق و لأوّل مرة في العراق لتكون الديمقراطية ؛ (ديمقراطية هادفة) لا (ديمقراطية مُستهدفة) كما كان للآن و كما كانت تتكرّر في كلّ مرة فتفشل في غايتها و يُسرق الجمل بما حمل! ففي السابق كانت المرجعية العليا تُفتي أو تُوصي أو تشجع المشاركة في الانتخابات دون تعيين الجهة التي تثق بها, فكانت الأمة تتشتّت حتى في إطار المذهب الواحد و يتفرّق شملها حتى في الحزب الواحد و العشيرة الواحدة, فإعلانها بآلقول: [يجب على الجّميع المشاركة الواعية في الانتخابات فإنّها وإنْ كانت لا تخلو من النواقص؛ لكنها تبقى هي الطريق الأسلم للعبور بالبلد إلى مستقبل أفضل ممّا مضى، لنتفادى بها خطر الوقوع في مهاوي الفوضى والانسداد السياسي], لكن ذلك لم يجدي نفعاً بل العكس! و هكذا في كل موسم و قبل إجراء أيّة انتخابات شعبيّة؛ تتوالى النصائح العموميّة من المرجعية بِحَثّ الناس للمشاركة في الانتخابات و هي تُكرّر تلك (الجملة) المعروفة التي سمعها العراقيون عشرات المرات وهي: (إنتخبوا الأصلح), و حين كانوا يسألونها: [مَنْ هو الأصلح]؛ كانت لا تُجيب, ولا تُعيّن ولا حتى تؤشّر للشخص المناسب, على كل حال ذلك حقها ولا نقدر أن نفرض رأينا عليها لأنها هي التي تفرض رأيها من موقعها الكونيّ, حتى إنجلت الغبرة و بانت الكثير من الحقائق و نوايا الذين حكموا على مدى عقدين, فكانت الخلاصة هي سرقة أموال الناس لمشاريعهم الشخصية و الحزبية و العائلية بشكل رئيسي؛ فإنبرت المرجعية العليا لتحدد الموقف الشرعي المطلوب لأنهاء الفساد!! و الامر هذه المرّة يبدو مختلفاً جدّاً و كأنّ إنقلاباً ثورياً – إسلاميّاً سيحدث .. بعد ما فتحت بابها و لأوّل مرة للسيد مقتدى الصدر كإشارة واضحة إلى إرتياحها و تأئيدها و قبولها لهذا الخط الأصيل و الأصلح لقيادة العملية السياسية بعد كل الذي كان من دمار و فساد و قلق و بيع لكرامة العراق و العراقيين و بأرخص الأثمان سوى ثمن بقاء المتحاصصون لأدامة النهب و سرقة أموال البلاد و العباد بلا رحمة. على أي حال و مهما كان فأن هذا التحول الجديد و الكبير بل الأكبر في المسار السياسي العراقي بإعتقادنا ؛ تعتبر فرصة ثمينة للفلاح و النجاح في الدارين لهداية الناس و خلاص العراق من المآسي و درأ الظلم و الفساد الذي تفشي في كل حدب و صوب, و منع تشتت آراء الناس على الأقل حين الأنتخاب, خصوصا إذا عرفنا بأن المذهب الشيعيّ لا يُؤمن بأصل الانتخابات لتعيين القيادات العليا كألولي أو الرئيس من دون التأئيد الشرعي بجانب الشعبي الذي يُحدّد ملامحه المعصوم أو نائبه كما يعرف ذلك المرجع الأعلى ومعظم الذين لهم فهم أوليّ عن الولاية في الأسلام؛ يعرفون إنتخاب الرئيس و الحاكم في الإسلام!؟ ولا أخفيكم بأني كنت من الذين أرفض مقولة (إنتخبوا الأصلح) لوحدها, لأنها سبّبت وتُسبّب و كما شهدنا خلال العقدين الماضيين و بعد ثمانية انتخابات جرت؛ خلق الكثير من المشاكل و المعوقات و الفساد و الظلم حتى سرقة الدّولة كلّها و ما زال الفساد و السرقات قائمة مع كل حكومة جديدة حتى حكومة السوداني, حيث يجتهدون في آلنهب كلّما حلّت جماعة محل أخرى, حتى بانت حكمة المرجعية اليوم ! لهذا أعتقدتُ أن آلدّعوة (لأنتخاب الأصلح) ستُسبّب أيضاً إستمرار ألفساد و مضاعفة الخراب و الدّمار الذي سيلحق بالفقراء و المساكين و المرضى و الطبقة المسحوقة بآلدرجة الأولى لمصالح ألمتميّزيين و الفائزين و الوزراء و النواب و المدراء و أمثالهم من المتحاصصين الذين يحصلون على رواتب وإمكانات كبيرة وهم ينهبون بلا رحمة حقوق الفقراء و الأجيال القادمة, لأنّ حكوماتنا و أحزابنا لا تستحي و المال و السلطة تسحب مع نفسها الفساد بشكل عادي خصوصاً إذا كان الطرف المَعني لا يتّصف بآلتقوى ولا يخاف الله وهو حال معظم إن لم أقل كلّ السياسيين في العراق و خلفهم تنظيماتهم و مرتزقتهم المنافقين, و لهذا تمّ سرقة العراق عن بكرة أبيه و إستنزفوا الناس بآلرّواتب التحاصصيّة و الحزبيّة و التقاعديّة الحرام المرفوضة شرعاً و عرفاً و قانوناً و وجداناً و في جميع الشرائع السّماويّة وحتّى الأرضية كشرائع الهنود السُّمُر و الهنود الحُمُر و كل الشعوب, أمّا (الرّواتب الجّهادية) فحرامها مُسَدّسٌ و مطلق كلحم آلخنزير, لذلك و بسبب ذلك صار العراق ولاية تابعة و مستعمرة لكلّ حكومات ألعالم بما فيها أمريكا و إيران و آلبنك ألدّولي بمئات المليارات من الدّولارات وهو أغنى بلد بآلعالم, كلّ ذلك نتيجة للأميّة الفكريّة ألتي ميَّزت أحزاب ألمُتحاصصين وساستهم بسبب معتقداتهم الحزبيّة الضّيقة و الفاسدة والتي بسببها بدؤوا الآن و بعد ما حلّ الخراب الكامل في أوساطهم ينتقدون بلا حياء و وجدان (أيّ الحُكام و المسؤولين) بأنفسهم؛ ألأوضاع المزرية و خراب البلاد والعباد الذي تسبّبوا به بأنفسهم, حتى شملتْ جميع الأصعدة و المستويات.. فقد توالت ألمشكلات على آلعراقيين اليوم – خصوصاً على آلفقراء - مع آلجّوع و آلمرض و فقدان الأمن و تردّي الواقع الخدميّ والصّحي وتفشي ظاهرة الفساد الإداريّ و المالي وتقاعس الأغلب عن اداء دورهم الوظيفي والوطني والأنساني بما فيهم وزارات الحكومة .. هذا كله إلى جانب إدامة سرقة الملايين و المليارات بشتّى الوسائل من قِبل الحاكمين ألكبار لحدّ هذه اللحظة. و لذلك عاهد كل عراقي نفسه و أقْسَمَ خصوصاً بعد أن أمن العقاب وتأكد من عدم وجود سلطة أعلى منهم و تواطؤ الهيئة القضائيّة مع الفاسدين الذين سرقوا أكثر من ترليون دولار أمريكي بحسب الأحصائيات الرّسمية و شهادة البنوك و الدّول الخارجية و لم يصدروا حكما بمعاقبتهم؛ رغم شهادة الشعب العراقي المسكين – بل العكس بات المتحاصصون اليوم فرحون و يحكمون من وراء الكواليس و يتمتعون حتى بآلرّواتب التقاعديّة الخيالية المسروقة من دمّ الفقراء و المرضى و المعوقين بغطاء قانونيّ مزيّف!؟ و لذلك كلّه و كنتيجة لذلك الواقع وتلك آلثقافة ألحزبيّة و الإسلام ألمُسيّس ألذي غذّته آلأحزاب ألمتحاصصة لثقافة آلشعب - أقْسَمَ آلكلّ بآلأنتقام لـ "حقّهم" ألمغصوب مِمّن سبقهم في الحكم و بكل وسيلة ممكنة, بحسب آلسُّنّة آلسّيئة ألمُدَمّرة ألتي سنَّها آلحاكمون ألسابقين, يعني هذه المتوالية ستستمّر إلى ما لا نهاية حتى ظهور الأمام المنتظر(ع)! لهذا يعتبر تدخل المرجعية العليا مؤخّراً بكل شفافية و وضوح و صراحة و بيّنة لتحديد الشخص و التيار الأمثل المناسب لقيادة الحكومة العراقية ؛ يُعتبر إنقاذاً للعراق و العراقيين من المأساة التي أحاطت بهم بسبب المتحاصصين لقوت الفقراء .. و هذا أمرٌ واجب كان لا بد أن يكون فآلناخب لا يُشخص الأصلح مثلما المرجعية, وليس من المعقول عدم وجود شخص أو تيار تابع لزعامة المرجعية لتشكيل حكومة نظيفة بقيادتها وهي تمتلك أقوى جيش مجهز شهد له العدو و الصديق كضامن لسلامة المسيرة و إبعاد الجهلاء عن مسانيد الحكم والرئاسة وجميع الذين ترأسوا الحكومة والبرلمان و حتى القضاء كانوا فاسدين و لا فيهم حتى مسحة إيمان أو خوف من الله, بل كانوا يتصورون بسبب الجهل القابع بأعماقهم بأنهم قادة العالم و الحال لم يكن بإمكانهم إدارة مدرسة إبتدائية بشكل منهجي .. لهذا خربوا و سرقوا البلاد و العباد, لكن المرجعية ستُنهي قصة الفساد كما أنهت إسطورة داعش للأبد. و أبعاد المسألة أيها القارئ الكريم لا تنحصر بمرشح المرجعيّة شخصاً كان أو تياراً ؛ حزباً أو منظمة؛ أو من هذا الطرف أو ذاك؛ موافقاً لرأي أو لذاك الرأي, هذا كله ليس مهماً, فنحن لسنا بصدد الشخصنة و الهيمنة بقدر ما نريد أن تخضع الحكومة لسلطة المرجعية التي تعتبر أبا لكل العراقيين بقومياته و أحزابه و مذاهبه لا يفرق بين أحد منهم .. فآلجميع منها على مسافة واحدة لا يفرّق بين عراقي و عراقي , و فوق ذلك ستكون (المرجعية) صمام أمان و المسؤولة و الضامنة لمسيرة الحكومة و نزاهتها دون أيّة مزايدات أو تدخلات أو مصالح فئوية أو قومية أو مناطقية سوى مصلحة العراق و العراقيين طبق القانون الذي نأمل أن يُعدّل و يتساوى بظله الحقوق و الرواتب و المسؤوليات بشكل مباشر بظل المرجعية التي ستتحمل مسؤولية أي فساد أو خلل و معالجته فوراً بشكل مباشر, وهي المشهودة بمواقفها عبر التأريخ كجده عليّ(ع) الذي لم يهدر قطرات من الزيت لمصلحة خاصة لكونها أموال الشعب والدولة وليست ملك حزب أو فئة أو رئيس و كما فعل السابقون بلا رحمة و وجدان, فمرجعنا يستحرم كجده عليّ(ع) هدر قطرات ماء للوضوء في غير محله لا عشرات بل مئات المليارات من الدولارات التي سُرقت بكونها حسب مُدّعى المتحاصصين بكونها أموال مجهولة المالك و الله الموفق و الشعب المؤيد و (الحشد) هو الضامن. و قضية العراق معقدة للغاية و لا غير المرجعية بإمكانها حلّها و بجملة واحدة .. أكرر جملة واحدة فقط و كما فعلت مع داعش التي رحّبت بها كل العراقيين الشرفاء و من كل دين و مذهب و قومية. حكمةٌ منطقية ترتقي للكونيّة : [إيقاف ألضّرر أيّ وقت منفعة]. عزيز حميد مجيد ـــــــــــــــــــــــــــ (1) لمعرفة (المحنة) التي تسبّبت في إنحراف العالم : راجع كتاب ألقرن بعنوان: [ مُستقبلنا؛ بين آلدِّين و آلدِّيمقراطيّة ] للكاتب. أو المقدمة التوضيحيّة لكتابنا الموسوم بـ [ألطبابة الكونيّة] في الجزء الثاني الذي فيه كل الحقيقة بإذن الله عبر الرابط التالي: تحميل كتاب ألطبابة آلكونية ألجزء آلثاني pdf - مكتبة نور (noor-book.com)

كيف تُحلّ العدالة بدل الفساد !؟

كيف تُحلّ العدالة بدل الفساد!؟ إجعل شعارك شعار الأمام عليّ : [ما رأيت نعمة موفورة إلّا و بجانبها حقّ مضيّع]. [يعني عندما ترى مائدة دسمة أو (سفرة) عريضة أو راتب مُميّز أعلى من راتبك أو بيت أعلى و أكبر من بيتكَ أو مركوب أفخم ؛ إعلم بأنّ صاحبه المسؤول الساكن فيه سارق و منافق و مجرم مع سبق الأصرار و الترصد مهما إدّعى و فعل و ظهر و خطب أو حلَفَ أو نسب نفسه وو ..إلخ]. ألشكليات و الأعلام و ألدِّين الظاهري الشائع خصوصا من قبل المسؤوليين لا قيمة له, بل رياء و فساد سيُعاقب عليه في الدارين . إنّما العمل و التعايش المشترك من قبل الرؤوساء و المسؤوليين و الوزراء و النواب و العاملين مع الناس في حياتهم و مأكلهم و مشربهم و ملبسهم و سكنهم و لقمة الخبز و الراتب و متطلبات الحياة الأخرى؛ هي المعيار و القوة الدافعة الحقيقية الموحدة و الضابطة لوحدة مسيرتهم و تماسك موقفهم و إلتزامهم بآلقيم و الإيثار و المحبة لإستقامة الأمة و الناس لدحر الأعداء لا تسلطهم علينا و كما فعل الأطاريون للأسف بآلعراق حيث أخضعوه جملة و تفصيلاً للأعداء ليبقوا يوما آخر في الحكم ! و هذا(المساواة) هو الأهم و الدافع الضامن لتطبيق العدالة و نشر القيم و الأخلاق و المحبة بدل الفساد و الفوارق الطبقية المنتشرة في مجتمعات اليوم و منها المجتمع العراقي حتى زنا المحارم و بشكل كبير .. ذلك بسبب العدالة التي هي الحلقة الوحيدة المفقود و المسببة لذلك نتيجة الدِّين المؤدلج المنتشر في العراق و الثقافة الحزبية الأطارية من قبل اللاهثين على الدنيا و الرواتب الحرام يقيناً و ملذّاتها و الذين سرقوا و يسرق كل عضو منهم شهرياً عشرات الملايين كرواتب و مخصصات و سرقات و أطباق و نقل و نثريات بذرائع وطرق مختلفة للأسف, ثمّ يظهرون أمام الناس بلا حياء و بلحية و سبحة و محبس و وجه كالح مُغبّر مدّعين الدّين و آلولاية لذرّ الرماد في عيون البسطاء في الأعلام و شفاههم تتبتل بإسم الله نفاقاً!؟ يقول غاندي الأشرف من كل مسؤول عراقيّ : [أقوى نجاحات الشيطان تتحقّق حين يظهر و كلمة الله على شفتيه]. الحل الوحيد للفوز و الخلاص هو : [تأسيس المنتديات الفكرية و المجالس المختلفة و تشجيع الناس على آلقراءة و المطالعة و أحترام المثقف و المفكر .. فآلمعرفة التي لا يرتاح لها المسؤول و الحزبي و الحاكم عادة ؛ إعلم بأنها هي القوّة الكونيّة الوحيدة التي أوصانا الباري ألتسلح بها و التي تكنس الفاسدين و تُمحي فسادهم و تنمّرهم , فحين يُؤتى الناس الحُكم و العلم و القوت يجزي الله المحسنين .. و تحقيق هذا الأمر بعهدة المدّعين للثقافة و الدّين الذين يجب إحتضانهم من قبل الناس, لا تشريدهم و كما تفعل الأحزاب و الحكومات و السياسيون المجرمين. محبتي و أحترامي للمتواضعين عزيز حميد مجيد

تقرير مفصل و محايد عن مسيرة الصدريين في العراق :

تقرير مفصل عن مسيرة السيد مقتدى الصدر بعد سقوط النظام الصدامي عام 2023م :ـ https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2014/12/4/%D9%85%D9%82%D8%AA%D8%AF%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%B1

Saturday, April 27, 2024

هل كان السيد مقتدى الصدر على حقّ؟

هل كان السيد مقتدى الصدر على حقّ؟ هذا السؤآل سؤآل محوري يجب التوقف عنده و التمعن فيه سواءاً من الأطاريين التنفيسيين أو من قبل التيار الذي وحده سيقرر مصير العراق, حتى الفصائل لم تعد لها قوة و موقف محدد مما جرى و يجري خلال أحداث 2021م بعد الأنتخابات التشريعية التي فار بها التيار الصدري, لم يبق أمام العراق كله سوى طريقان: الأول :تشكيل حكومة وطنية بحسب القانون الدولي المعمول به في كافة دول العالم , و هذا ما يقرره الشرع السماوي أيضا إلى جانب الشرع و القانون الأرضي. لكن القانون العراقي المهلل هو الذي منع تحقق الحل و الحقّ بحسب قانون الأرض و حتى السماء .. لأن ذلك القانون قد وضع أكثر بنوده الأطاريون و آخرين من دون الأعتماد على الفلسفة الكونية أو حتى فلسفة القانون العادي و الشرع السماوي و لا حتى الأرضي منه, بسبب الجهل و الجشع الذي خيّم على عقول من شارك في تحديد تلك القوانين الفاسدة التي يجب أن تبدّل عاجلاً لا آجلاً .. هذا من جانب . و الجانب الأخطر إن ذلك القانون تسبب في تعطيل النظام و تشكيل الحكومة لأكثر من سنة , و ما زالت الخلافات قائمة بشأن ذلك نتيجة ذلك الخطأ المفصلي في الدستور العراقي المهلل و الفاشل في تحقيق آمال الشعب العراقي المذبوح من الوريد إلى الوريد بسبب الحكام الذين لا يهمهم سوى بطونهم و ما تحتها بقليل! المهم الذي حدث بسبب ذلك هو تنازل التيار الصدري الذي فاز بآلأكثرية الساحقة بحدود 72 مقداً إضافة إلى تحالف قوى أخرى معها وصلت إلى ما دون النصاب (اللاقانوني) في الحقيقة بفارق صوتين أو ثلاث أصوات عطلت كل العملية الأنتخابية والسياسية! قد يعلم البعض بأن تعطيل عمل حكومة داخل دولة ليوم واحد أو حتى ساعة واحدة ماذا يعني من فساد و خراب!؟ فكيف الحال و العراق كله ليس فقط عاطل على مدار السنوات الماضية؛ بل و يدور مع الفساد و الظلم و الفوارق الطبقية و الحقوقية!؟ لقد كانت خسارة كبيرة على كل المستويات .. طبعا الوضع سيستمر مع هؤلاء الساسة العتاوي, و لا يتغيير هذا الحال الواقع مع تلك الأنماط الحكومية المختلفة التي جاءت و سرقت و تركت الجروح و المآسي ؛ بل يجب أن تتأسس حكومة جديدة معتبرة فيها رئيس مؤمن و محنك و وزراء و حكام يخافون الله و لهم ضمائر و وجدان و كفاءة على كل الأصعدة .. على عكس ما موجود في العراق للأسف حيث أفضلهم و أكبر عمائمهم و للأسف لا يعرفون حتى الفرق بين الديمقراطية الهادفة و المستهدفة!؟ مع هذا كله نرى أن الذين إستقتلوا على الحكم و السلطة قد ضحوا بكل حقوق العراقيين و سيادة العراق و كرامته و مستقبله و حقّ (التيار الشعبي الشيعي العراقي) الذي فاز بأكثرية الأصوات و رضا المرجعية العليا العظمى .. لكننا نرى و للأسف إن الأحزاب المتحاصصة قد تنكروا لكل ذلك .. لتبقى رواتبهم الحرام و مرتزقتهم اللملوم تحلب جيوب الفقراء و الثكلى و المرضى بلا ضمير و وجدان و هم أساسا كانوا فاقدين ذلك !! و قد ثبت حقاّ و يقيناً أمرهم خصوصا بعد إنكشاف أمر الحكومة العراقية الضالة و الأطار التنسيقي الداعم له و حتى معظم الفصائل العراقية التابعة قد رضخت للأمر الواقع بتمديد الهدنة و إستمرار العلاقة مع أمريكا التي سيطرت حتى على أموال العراق عن طريق البنك الفدرالي بحسب مقتضيات المصلحة المادية خصوصا لمخططات أمريكا الستراتيجية .. كل هذا لسبب واحد هو خوف (الأطار) الذي خسر شعبيته و موقعه و دينه و كل شعاراته الشكلية و الأعلامية حدّ الأفلاس الكامل .. و بدأ الخوف يدبّ في أوساطهم خوفاً من خسارة الحكم و النهب للأبد إضافة إلى محاكمتهم على جرائهم الكبيرة, لان خسارتهم هذه المرة ستعرّضهم لذلك و تضعهم في القمامة للأبد! خصوصا بعد ما أثبت الصدر بأنّه ليس عميلاً ولا طالب حكم و لا منصب ولا مال حتى مع فوزه الكاسح على الجميع في الأنتخابات الشرعية الأرضية و السماوية .. في مقابل ثبوت فساد و خداع و نفاق الطرف المقابل له و الذي حاول كثيراً إسقاط التيار الذي صمد حتى ترك السياسة و الحكم لمصلحة العراق لتمشية أمور اشعب و لو بشكل رتيب و مهلل, بينما الطرف الآخر بقي مصراً بكل غباء لاجل منافع آنية و سريعة على حساب العراق و مصلحة الشعب و هذه هي النتيجة كما نشهدها اليوم ؛ حيث يتوسل الأطار و المالكي و الخزعلي و الحكيم و العامري و كل المتحالفين لإقناع الصدر الدخول معهم مع عرض ورقة بيضاء أمامه لأملاء ما يحتاجه مع ضمان تنفيذها , لكنه رفض ذلك جملة و تفصيلا ًقائلا لهم : [عندما كنت وحكم العراق كله طوع يدي كقاب قوسين او أدنى تركته و أعلنت إنسحابي ؛ و الآن و بعد ثبوت فسادكم و عمالتكم تريدوني أن أشارككم والفاسدين في جانب من الحكم الذي تركته أصلاً .. ما لكم كيف تحكمون]!؟ هذا من جانب .. و من جانب آخر ثالث و رابع ؛ يأتي حدوث انقسام حاد و كبير بين الفصائل العراقية نفسها حول العلاقة مع الجانب الأمريكي و استئناف التصعيد ضد الأميركيين وقضية الأموال المسروقة و تلك التي وضعتها الحكومة تحت تصرفهم .. حيث كشفت مصادر عراقية لـ(العربي الجديد) عن وجود انقسام في مواقف الفصائل العراقية الحليفة للجمهورية الإسلامية بشأن استئناف العمليات العسكرية ضد المصالح والأهداف الأميركية في العراق وسورية، مع استمرار الحراك والضغط من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للحفاظ على الهدنة و السلام بين الفصائل والأميركيين. فبعد عودة السوداني من واشنطن، الأسبوع الماضي حدثت مواجهات عدّة مع مقرات و القواعد الأمريكية، من دون أن تسفر مباحثاته عن أي إعلان عن إنهاء الوجود الأميركي أو تقليصه في العراق، فيما وقّع الطرفان العراقي والأميركي سلسلة اتفاقيات حملت عنوان(الشراكة الثنائية) في مجالات أمنية وعسكرية واقتصادية ومالية مختلفة. وكشف مسؤول أميركي، الاثنين الماضي، بحسب وكالة “رويترز”، عن تعرّض قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، غربي العراق، التي تضم قوات أميركية، لهجوم بطائرة مسيّرة من دون وقوع إصابات أو أضرار. والأحد الماضي، تم استهداف قاعدتي حقل العمر وخراب الجير في سورية بعدد من الصواريخ انطلقت من قرية حمد أغا في ناحية زمار، شمال غربي الموصل، التي تقع تحت السيطرة الأمنية لهيئة الحشد الشعبي. وقال مسؤول حكومي بارز في بغداد، أمس الجمعة، في حديث (للعربي الجديد) : [إن [تحركات فردية من فصيل مسلح تجاه القوات الأميركية في العراق وسورية تم احتواؤه خلال ساعات قليلة من خلال اتصالات للحكومة مع أطراف مختلفة داخل العراق . وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن [فصيلاً واحداً قرر التحرك بشكل منفرد ضمن ما يسميه الرد على عدم حسم الوجود الأميركي في زيارة السوداني إلى واشنطن، لكن تم احتواء الموضوع ووقف التصعيد، من خلال التنسيق مع أطراف عراقية وأخرى إيرانية بشأن الحفاظ على التهدئة داخل العراق وأيضاً سورية])”، مؤكداً أن (الهجمات التي تنفذها تلك الفصائل من الأراضي السورية على أهداف للاحتلال الإسرائيلي بين وقت وآخر لا علاقة للعراق بها). ودخلت فصائل المقاومة العراقية هدنة مع الجانب الأميركي إثر اغتيال القيادي في كتائب حزب الله العراقية أبو باقر الساعدي قبل أكثر من شهرين، ولم تنفذ الفصائل العراقية أي عملية ضد المصالح الأميركية في البلاد منذ تلك الفترة، على الرغم من استمرار نشاط الطيران الأميركي المسيّر في الأجواء العراقية، خصوصاً في بغداد والأنبار وإقليم كردستان. من جهته؛ قال قيادي بارز في كتائب سيد الشهداء، لـ”العربي الجديد أيضاً”، إن [عدم تحقيق وعود السوداني للفصائل بشأن نتائج مُرضية حول الوجود الأميركي في العراق ستتحقق بعد زيارة الولايات المتحدة، سبّب انقساماً بالمواقف بين استئناف الهجمات أو الاستمرار بالهدنة]”. وبيّن القيادي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن “العمليات العسكرية التي استهدفت الأميركيين في قاعدة عين الأسد وسورية، الأسبوع الماضي، لم تكن من قبل المقاومة الإسلامية في العراق، بل هي عمليات نُفذت من دون أي تنسيق بين أي من الفصائل، ويمكن اعتبارها تصرفاً فردياً من إحدى جماعات المقاومة. وأضاف القيادي أن “السوداني وبعض قادة الإطار التنسيقي تحركوا نحو قادة الفصائل العراقية من أجل الضغط والحث على استمرار الهدنة، باعتبار أن عودة العمليات سيكون لها تأثير على نتائج زيارة السوداني الأخيرة إلى واشنطن وعلى حوارات تقول الحكومة إنها لم تنته بعد بشأن ملف إنهاء دور التحالف الدولي في العراق، ولهذا الجميع عملوا على التهدئة، لكن ربما هي مؤقتة ويتم كسرها من قبل بعض الفصائل مجدداً، كونها لمست عدم وجود أي جدية بحسم ملف إخراج الأميركيين”. من جهته، رأى عضو “الإطار التنسيقي” الحاكم في العراق عائد الهلالي، في حديث مع “العربي الجديد”، أن “كل الأطراف السياسية وكذلك الحكومة تعمل على استمرار التهدئة ومنع الفصائل من أي تصعيد عسكري ضد الأميركيين، لما لذلك من تداعيات قد تدفع إلى ذهاب الأمور الأمنية نحو منعطف خطير يخرج عن السيطرة”. وكشف الهلالي أن “الحراك الحكومي على مختلف الأصعدة متواصل من أجل الضغط على الفصائل العراقية لمنعها من التصعيد ضد الأميركيين، والعمليات الأخيرة ضد الأميركيين لم يتم تبنيها من أي فصيل مسلح، وهذا يؤكد أن الجميع مع التهدئة وعدم التصعيد لمنع أي إحراج للحكومة ولمنع أي تأثيرات على مفاوضات إنهاء كل الوجود الأجنبي من العراق”. وأضاف الهلالي أن “الحكومة والأطراف السياسية في الإطار التنسيقي على تواصل مع قادة الفصائل، والمؤكد أن تلك الفصائل هي داعمة للسوداني وحكومته وهي لا تريد أي أعمال تؤثر على الاستقرار السياسي والحكومي، ولهذا التهدئة مستمرة. وما حصل ربما يكون ضمن رسائل الضغط على الجانب الأميركي وكذلك الجانب العراقي للإسراع بحسم مفاوضات إخراج القوات الأميركية، وعدم التسويف بهذا الملف، الذي يعد أولوية للفصائل وقوى الإطار”. في المقابل، أشار المحلل السياسي محمد علي الحكيم، في حديث لـ”العربي الجديد”، إلى أن “الخلافات بين الفصائل المسلحة ليست جديدة بل اندلعت منذ بدء العمليات العسكرية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فهناك بين الفصائل من رفض الدخول في أي صراع مسلح مع الأميركيين خشية فقدان النفوذ السياسي، وهناك من عمل على التصعيد، لكن حتى تلك التي اتخذت قرار التصعيد مختلفة في ما بينها”. وأوضح الحكيم أن “الفصائل العراقية مهما اختلفت في ما بينها، فهناك ضابط لإيقاعها وهي طهران، فطهران لا يمكنها السماح بتوسعة الخلافات، كما أن هناك توجيهات إيرانية سرية لبعض الفصائل تختلف عن الفصائل الأخرى المنضوية في ما يسمى المقاومة الإسلامية في العراق أو ما يسمى هيئة تنسيقية المقاومة، فإيران أحياناً تعطي رسائل عبر فصائل محددة، والعمليات الأخيرة في الأسبوع الماضي ربما هي رسائل إيرانية أكثر مما هي رسائل من الفصائل نفسها”. وأضاف الحكيم أن “أحداث غزة كشفت زيف الكثير من مدعي المقاومة من الفصائل والقوى السياسية ضمن الإطار التنسيقي، ولهذا انقسام الفصائل أمر طبيعي، وربما إيران تريد هذا الانقسام بشكل محدود، حتى لا تكون هناك رؤية موحدة قد تعطي لهذه الفصائل قوة في اتخاذ القرارات وفق المصالح العراقية”. والله يستر من الجايات بسبب الأطارات التنفيسية التي مسحت العراق و آلعراقيين بآلأرض و بات أضعف دولة منهوبة في العالم رغم غنائها!؟ أ.عزيز حميد مجيد

Friday, April 26, 2024

أسئلة عن الحياة

أسئلة عن الحياة ما هو أكبر تحدٍ واجهته في حياتك وكيف استفدت منه ؟ هل تعتقد أن السعادة هي وجهة الرحلة أم هي الرحلة نفسها ؟ كيف يمكن للأشخاص الذين نلتقي بهم أن يؤثروا على من نكون ؟ ما هي اللحظة التي شكلت فيها خياراتك الماضية حاضرك الحالي ؟ ما هي أكثر الأشياء التي تثير إلهامك أو تجعلك تشعر بالحماس والحيوية ؟ كيف يمكن للأفكار والاعتقادات التي نحملها أن تشكل وجهة نظرنا حيال العالم ؟ ما هي القيم التي تعتبرها أساسية في تحديد سلوكك واختياراتك في الحياة ؟ كيف يمكن للتغييرات الصغيرة في الروتين اليومي أن تؤثر على حياتنا بشكل كبير ؟ هل تعتقد أن لديك معنى للحياة أم تعتقد أن الحياة هي مجرد مسار لاكتشاف المعنى؟ هل تعتقد أن الفشل يمكن أن يكون درسًا قيمًا ؟ وما الدروس التي تعلمتها من أكبر أخطاءك ؟ قد يهمك أيضًا: أسئلة شخصية قوية أسئلة شخصية قوية وعميقة جدًا ما هو المعنى الذي تعطيه لكونك شخصًا حيًا ؟ كيف تصف “السعادة” بالنسبة لك ؟ ما الذي يحفِّزك ويدفعك للتطور والتغيير في حياتك ؟ هل تعتقد أن هناك شيئًا مثاليًا في العالم، وإن كان كذلك، ما هو؟ هل تؤمن بفكرة “المصير” أو “القدر” ؟ ما هو الشيء الذي ترغب في تغييره في العالم إذا كان بإمكانك ؟ ما هو الدرس الأهم الذي تعلمته من تجربة ألم أو فشل في حياتك ؟ هل تشعر أن هناك ركنًا مهمًا في حياتك تضيع وقتك فيه ؟ ما هي القيم التي تعتبرها الأساس في بناء شخصيتك ؟ هل يجب أن تكون لديك إجابات على جميع أسئلة الحياة ؟ ما الأمور التي تعتقد أنه يجب عليك الاستسلام لها في الحياة ؟ هل يمكن أن يكون الخطأ تجربة مفيدة ؟ هل الوقت أكثر أهمية من المال ؟ ما الذي تتوقع أن يكون له الأثر الأكبر في التاريخ ؟ هل تعتقد أن الحياة عبارة عن مجرد تسلسل من الصدف والأحداث ؟ ما هو معنى القوة الداخلية من وجهة نظرك ؟ هل الإنسانية مكملة للطبيعة أم متناقضة معها ؟ هل ترى أن الأشياء تحدث لسبب معين، أم أنها عبارة عن صدف ؟ ما هي اللحظة التي شعرت فيها بأنك تكبر في الحياة ؟ هل يمكن أن يكون الوجود له معنى دون وجود الآخرين؟ أسئلة شخصية عن حياتك ما هو أول شيء يأتي إلى ذهنك عندما تستيقظ كل صباح ؟ ما هو النشاط الذي يمنحك الطاقة والإيجابية في يومك ؟ هل هناك هدف تتمنى تحقيقه في العام القادم ؟ ما هو الشيء الذي تفعله بانتظام ويسعدك دومًا دون أن تمل منه ؟ ما هو أفضل كتاب قرأته مؤخرًا وكيف أثر فيك ؟ هل هناك حدث في حياتك يعتبر نقطة تحول كبيرة في طريقك ؟ ما هي أهم الأشياء التي تساعدك على الاسترخاء والهدوء عندما تشعر بالتوتر ؟ ما هو أغلى شيء في حياتك بالنسبة لك (ليس من الناحية المادية) ؟ هل هناك شيء واحد تتمنى تغييره في نفسك، وإذا كان كذلك، ما هو ؟ ما هي أهم الدروس التي تعلمتها خلال السنوات الأخيرة وتعتقد أنها ستؤثر في مستقبلك ؟ قد يهمك أيضًا: أسئلة شخصية جذابة ومتنوعة ختامًا عزيزي القارئ / عزيزتي القارئة، تظل الأسئلة الشخصية أداة قوية للتواصل وفهم الآخرين. تعكس هذه الأسئلة الفضول والاهتمام الحقيقي بالناس وتجاربهم، مما يخلق روحًا تفاعلية تجمع بين الأفراد. تعتبر الأسئلة الشخصية جسرًا للتواصل العميق وفتحًا للأبواب نحو الفهم والاستيعاب. تظل القدرة على طرح الأسئلة الشخصية فناً، حيث يمكنها أن تكشف الكثير عن أنفسنا وتسلط الضوء على جوانبنا التي قد نكون غير مدركين لها. ومع ذلك، يجب استخدام الأسئلة الشخصية بحذر واحترام، مع الأخذ في الاعتبار خصوصية الآخرين واحترام حدودهم. في النهاية، تبقى الأسئلة الشخصية ركيزة أساسية في بناء العلاقات الإنسانية وتعزيز التواصل الفعال والمفيد. باستخدامها بشكل مدروس وحسن نية، يمكن أن تكون أداة فعالة للتواصل الحقيقي وتعزيز التفاهم بين الأفراد.

كم عاش الأنبياء؟

خٌاف أدم شاباُ ولا يعرف مدة بقائه في الجنة، ثم بعد فترة خلقت حواء منه حتي لا يكون وحيداُ في الجنة، أنزله الله على الأرض منذ حوالي 30 - 40 ألف سنة شمسية، وعاش 1000 سنة. قيل نزل في إفريقيا وقيل دفن عند الجبل الذي أهبط فيه بالهند -وقيل في جبل أبي قبيس في مكة المكرمة ثم بعد ذلك نقله نوح عليه الصلاة والسلام -عند حدوث الطوفان- هو وزوجه حواء لدفنهما في بيت المقدس، هذا ما قاله جرير، لكن الثابت في الإسلام إنه أدم وحواء إلتقيا بعد إنزالهم علي الأرض بجبل عرفة، وهو أساس حج المسلمين، ويقال دفنت حواء في جدة. إدريس إدريس (اخنوج) عليه السلام، عاش على الأرض (865) سنة ثم رفعه الله إليه، أدرك من عمر (آدم) 208 سنة. نوح نوح (شيخ المرسلين)، لبث في قومه 950 سنة، ثم بعد الطوفان لبث ما قدر له. قيل أنه دفن بمسجد الكوفة وقيل بالجبل الأحمر والأصح أن قبره الشريف في المسجد الحرام. وهذا ضمن الأدلة أن غالبية الأنبياء المعروفين حول منطقة جزيرة العرب والمناطق حول بحر القلزم (البحر الأحمر). هود عاش 464 سنة. دفن شرقي حضرموت على بعد مرحلتين من تريم في كثيب احمر عند رأسه سمرة. صالح لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها إنما ذكر انه بعد هلاك قومه توجه مع من آمن بالله الى مكة. وماتوا، وقبورهم غربي الكعبة. وقيل أنهم توجهوا إلى الرملة بفلسطين وهو الأرجح، وقيل أنهم توجهوا إلى حضرموت ويزعمون ان قبر البني صالح هناك والله اعلم. لوط لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها، كما أنه لم يذكر أن له قبراً في قرية صوعر التي لجا اليها بعد هلاك قومه. إبراهيم إبراهيم الخليل (أبو الأنبياء). عاش 200 سنة. وقد ولد بعد الطوفان بـ 1263 سنة ودفن في المزرعة التي اشتراها في حبرون بفلسطين (الخليل حالياً)، وفيها قبر زوجته الأولى سارة. إسماعيل إسماعيل (الذبيح). عاش 137 سنة. دفن بجوار والدته بين الميزاب والحجر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة. ويقال أن إسماعيل وأمه هاجر القبطية مدفونان بحجر إسماعيل. إسحاق عاش 180 سنة ودفن مع أبيه إبراهيم في مزرعة حبرون بفلسطين. يعقوب يعقوب (إسرائيل). عاش 147 سنة. توفي بأرض مصر وتنفيذاً لوصيته نقله ابنه يوسف إلى مزرعة حبرون في فلسطين. يوسف يوسف (الصدِّيق). عاش 110 سنوات. مات بمصر ونقله اخوته تنفيذا لوصيته ودفن في نابلس وذلك في زمن كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام. شعيب لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها إنما ذكر انه بعد هلاك قومه عاش مدة من الزمن إلى ان توفاه الله في الفترة بين وفاة يوسف ونشأة موسى عليهما الصلاة والسلام. أيوب أيوب (الصابر) عليه السلام عاش 93 سنة وذكر أنه دفن بجوار زوجته بقريه الشيخ سعد بأرض الشام قريباً من دمشق. ذو الكفل ذو الكفل (بشر) عليه السلام لم تذكر كتب كتب القصص الفترة التي عاشها إنما ذكر انه ولد بارض مصر - وتوفى في أرض سيناء أيام التية وقيل أنه دفن بجوار والده بارض الشام. يونس لم تذكر كتب الفترة التي عاشها كما أنه لم يرد أي خبر عن مكان قبره أو المكان الذي ذهب اليه عن قومه. موسى موسى بن عمران (كليم الله)، عاش 120 سنه وتوفي بأرض التيه بسيناء بعد وفاة أخيه هارون بأحد عشر شهراً ودفن هناك. هارون عاش 122 سنة توفي بأرض التيه سيناء قبل أخيه موسى ودفن هناك. إلياس لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها وانما ذكر أنه ولد بعد دخول بني إسرائيل فلسطين ولم يعرف قبره بعلبك، لبنان. اليسع لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها ولم يذكر المكان الذي اتجه إيه بعد عصيان قومه بمدينة بانياس من أرض الشام. داود عاش 100 سنه ذكر أن ملكه دام 40 سنة. سليمان عاش 52 ذكر أنه ورث ملك أبيه وعمره 12 سنة ودام ملكه 40 سنة. زكريا عاش 150 سنة ذكر أنه نشر بالمنشار على يدي من ذبحوا ابنه يحيى. يحيى لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها وإنما ذكرأانه ولد في السنة التي ولد فيها السيد المسيح وقد ذبح عليه السلام وهو قائم في المحراب ظلماً وعدواناً تنفيذا لرغبة امراة فاجرة من قبل ملك ظالم كما ذكر أن رأسه الشريف مدفون في الجامع الأموي بدمشق. عيسى بن مريم عاش على الأرض 33 سنة ثم رفعه الله تبارك وتعالى إليه بعد بعثته بثلاث سنين، وذكر أن والدته البتول الطاهرة مريم عاشت بعده 6 سنين ثم توفيت ولها من العمر 53 سنة. وسينزل عيسي أخر الزمان كآية ربانية وعلامة للمؤمنين بالله. محمد خاتم الأنبياء والمرسلين عليه افضل الصلاة والسلام، ولد بمكة المكرمة سنة 570 وانتقل إلى جوار ربه وهو الثالثة والستين من عمره، ودُفن في بيت السيدة عائشة في المسجد النبوي بعد أن أدى حجة الوداع.

التقدم المادي للغرب و الروحي للشرق!؟

أسطورة التقدم المادي للغرب وحقيقة التقدم الروحي للشرق د زهير الخويلدي تمهيد من المعلوم أن التقدم سنة الحياة وان العقل البشري يسعى بكل جهوده الى المساهمة في التقدم بالإنسان ومن البديهي ايضا ان يتمسك كل البشر بحقهم الوجودي في التقدم من اجل الرقي والازدهار ولكن توجد عدة عراقيل خارجة عنهم تمنعهم من ذلك وتظهر عدة موانع قاهرة تحول بينهم وهذه الفضيلة الحضارية. فإذا كان التقدم المادي للغرب مجرد همجية جديدة ووهم حضاري بالنظر الى الفشل الذريع التي منيت به الرأسمالية وتحولها إلى ظاهرة امبريالية استعمارية للإنسان والطبيعة والحياة وسقوط اقنعة العولمة وتكذيب وعودها الجوفاء فإن مبدأ التقدم الروحي الذي تمسكت به الحكمة المشرقية يظهر كبديل واقعي له. لماذا تم اعتبار التقدم الغربي مجرد اسطورة؟ وكيف يمكن المراهنة على الطابع الروحي للتقدم الانساني؟ أسطورة التقدم المادي “إن الخطوة الجماعية للنوع البشري تسمى التقدم. قال فيكتور هوغو: “ان التقدم يشتغل”. لقد كانت أسطورة التقدم مشتركة بين الجميع قبل بضعة عقود. أتذكر، في الستينيات، كان ذلك عصر طائرة الكونكورد الأسرع من الصوت، وأول تلفزيون ملون، والترانزستور، وأول أجهزة الكمبيوتر، واكتشاف خصائص الحمض النووي على يد جاك مونو وفرانسوا جاكوب وأندريه لوف (جميعهم ثلاثة فائزين بجائزة نوبل في الطب عام 1965)، وأول عملية زرع قلب أجراها كريستيان بارنار عام 1967 في جنوب أفريقيا، وأول خطوة للإنسان على القمر عام 1969، وما إلى ذلك. كان الإيمان بالتقدم عامًا، وكان مشتركًا في الاعتقاد بأن زيادة المعرفة يجب أن تساهم بطبيعة الحال في التقدم الأخلاقي للبشرية. ومن المؤكد أنه في نفس السنوات، جاء الهيبيون أولاً، ثم حركات 68 مايو، لزعزعة هذه الأفكار الراسخة لبعض الوقت. لكن هذه السنوات نفسها شهدت تطور الزراعة المكثفة، وخصخصة البذور، والاستخدام المكثف للأسمدة مثل النترات والفوسفاط، وما إلى ذلك والمبيدات الحشرية، وما إلى ذلك، دون أي ضمير.هل علمنا أن هذا يعني بداية تدمير التنوع البيولوجي؟ تعريض الظروف المعيشية على الأرض للخطر؟ وكان الاعتقاد في التقدم. . العودة بالزمن إلى نهاية القرن الثامن عشر. تراودني فكرة خاصة حول كوندورسيه، عالم رياضيات، فيلسوف، سياسي، آخر ممثلي حركة التنوير، وهنا أيضًا دوّن ملاحظات، محمولاً بإيمانه الثابت بالإنسان، رسمًا لصورة تاريخية لتقدم الروح الإنسانية:” من بين أهم التطورات في الروح الإنسانية لتحقيق السعادة العامة، يجب أن نعد التدمير الكامل للتحيزات، التي أنشأت بين الجنسين عدم مساواة في الحقوق قاتلة للشخص نفسه الذي يفضله بأسباب واهية لتبريره الاختلافات في تنظيمهم الجسدي، والتي يود المرء أن يجدها في قوة ذكائهم، وفي حساسيتهم الأخلاقية، لم يكن لها أصل آخر سوى إساءة استخدام القوة، وقد حاولنا عبثًا منذ ذلك الحين ثم نعذره بالمغالطات”. إن الرسم المكتوب في ظل الموت هو ترنيمة حقيقية للحياة التي تسافر على الطريق نحو التقدم غير المحدود. بالنسبة لكوندورسيه، التقدم لا يقتصر على المعرفة. كما أنه يعني التحسن الأخلاقي للإنسان. إن الطريق إلى التقدم لا يعرف “نهاية زمنية أخرى غير مدة الكرة الأرضية التي ألقت بنا الطبيعة إليها”. لم يشك كوندورسيه في خطاب الاستقبال في الأكاديمية الفرنسية للحظة في أن “كل اكتشاف في العلم هو فائدة للإنسانية”. لقد تغلغل هذا الإيمان بالتقدم غير المحدود بشكل عميق ودائم في القرنين التاسع عشر والعشرين. لكن اليوم دخلنا عصر التحول. الإنسانية تتغير. نحن ندرك أن بعض “التقدم” في العصر السابق، بعيدًا عن أن يجلب لنا السعادة الموعودة، يلقي بنا في التعاسة. ما الذي نشهده بلا حول ولا قوة؟ لقد بدأ تدمير الظروف الصالحة للسكن لجنسنا البشري والأنواع الأخرى على الأرض. إلى احتمال أن يختفي الإنسان كنوع. طابع الماضي الذي لا رجعة فيه. ما تم قد تم القيام به. هذا الإنسان يعرف ما فعله. لكن معاناته ورعبه يأتي قبل كل شيء من حقيقة أنه يعلم أيضًا أنه لا يستطيع التراجع عما فعله أو إصلاحه. ولأنه يمنحه الوعي المأساوي لما لا يمكن إصلاحه، فإن الماضي هو أكثر ما يقلق الإنسان. الخوف من الغد يحمل دائمًا، حتى لو كان صغيرًا، حتى عندما نعلم أنه يمكن أن يخيب وربما سيكون، أمل الممكن، الممكن، المفتوح، المعجزة. الذي من الماضي لا يحمل إلا ثقل همه. وحتى الندم أو التوبة ليسا كافيين لتعديل طابع الماضي الذي لا رجعة فيه؛ بل على العكس تمامًا: بل إنهم يؤكدون ذلك في أبديته. نحن لا نأسف على ما كان فحسب؛ ونحن أيضًا وقبل كل شيء نأسف لما سيكون إلى الأبد. هل مازلنا نؤمن بأسطورة التقدم؟ ما يجب علينا فعله هو: تبني موقف نقدي تجاه قوتنا وأفعالنا…”دعونا نبقى مضطرين للقلق دائمًا” هكذا انشد رينيه شار … كيف وصلنا إلى هذه الكارثة: إمكانية اختفاء البشر كنوع؟ كان البشر هم النوع الأول والوحيد حتى الآن الذي بدأ في تعديل ظروف معيشته عن عمد. وها هي النتيجة – في شكل كارثة متوقعة – لعقود من “التقدم”…ما الأمر متروك لنا أن نفعل؟ هناك الكثير من الناس الذين، أمام هذه الملاحظة، يدافعون عن أنفسهم من أي قلق وأمل في حلول لا تهز قيمهم الأساسية. في الواقع قد نشعر بالقلق، لكننا لا نريد أن نعترف بذلك. ويدرك آخرون أنهم قد أضعفهم القلق، ويعانون منه بشدة، إلى حد الذهول: تحت تأثير صدمة الوعي، تبدو الوظائف الحيوية وكأنها معلقة: ثم نتحدث عن القلق البيئي – ولكن لا يجب أن نتوقف عند هذا الحد، من حيث الصحة. أخيرًا، على العكس من ذلك، لا يشاركني الآخرون مطلقًا هذه “الرؤية المتشائمة للغاية”، كما كتب صهري هنري في تعليق على المنشور السابق، “يظلون مقتنعين بأن البشرية، كما فعلت دائمًا في الواقع، ستعرف كيف لتصحيح أخطائها دون التخلي عن تحسين حياة سكان أرضنا”. لا يمكن إنكار أن الرفاهية المادية للبشر قد زادت بشكل عام في كثير من الحالات، إن لم يكن في معظمها، بفضل التقدم العلمي والتكنولوجي في العقود الأخيرة. لكن لا يعني ذلك أن هذا التأكيد يظل صحيحًا عندما تؤخذ في الاعتبار تداعيات هذا “التقدم” نفسه على البيئة: يبدو بعد ذلك – ونحن ندركه تمامًا اليوم على وجه التحديد بسبب هذه التداعيات المثيرة للقلق على المناخ والتنوع البيولوجي والتنوع البيولوجي. الظروف المعيشية للكائنات الحية، والتي تظهر آثارها أمام أعيننا، أن هذا “التقدم” قد تسبب في كوارث، بعضها لا رجعة فيه، تهدد ديمومة الكائنات الحية على الأرض. وأنا أتفق جزئيا مع هذا التعليق الآخر، من صديقي جان كلود: نعم، بلا شك، “مجتمعنا البشري” أيا كان محيطه يواجه عشرات “التحولات” بنفس شدة تغير المناخ، الذي تفاعلاته المنهجية “لا يمكن توقعه”: الهجرة، والتلوث، والمجتمع الرقمي، وما إلى ذلك. وتبقى الحقيقة أن التحول المناخي، في رأيي، يظل كبيرا، لأن القضية هي بقاء الجنس البشري. إذا اختفى البشر والأنواع الأخرى من الكائنات الحية من سطح الكوكب، فمن المؤكد أن هذا لن يمنع الأرض من الاستمرار في الدوران – وبهذا المعنى، فإن “بقاء الكوكب” ليس هو الذي على المحك. كما نقول أحيانًا – لكن المشاكل الأخرى: الهجرة والتلوث وما إلى ذلك. سيتم حلها في نفس الوقت. وما يتعين علينا القيام به هو اتخاذ موقف نقدي تجاه فكرة التقدم اللامحدود للعقل البشري المولود في عصر التنوير. لا، إن تطور المعرفة لا يجلب السعادة للأفراد والشعوب فعلياً، حتى لو كان يفعل الكثير. السعادة نفسها لا يتم تعريفها من خلال التراكم الدائم للسلع، والتأجيل الذي لا نهاية له للحدود، وتحقيق الأحلام المجنونة مثل الخلود. السعادة الاجتماعية هي مسألة رفاهية: إنها العيش بشكل جيد على الأرض التي تؤوينا، في وئام مع الكائنات الحية الأخرى، مع احترام البيئة. ويرتبط بهذا النوع من التقدم والنوع الآخر . من المهم أن نمارس قدراتنا النقدية بشكل جماعي للحكم على ما هو جيد وما هو غير جيد، بناءً على معاييرنا الخاصة بالسعادة. وفي أعقاب هذه الانتقادات ستظهر الظواهر التي ستشكل قطيعة واعية مع النماذج الحديثة لتطور الرأسمالية الليبرالية، وستعلن عن شيء جديد. لذا فإن الأمر متروك لنا لفهم ونقد الأساس الأيديولوجي الذي سمح بتطور نماذج الحداثة، التي تتحمل مسؤولية تعريض الحياة على الأرض للخطر. بالطبع، نفكر على الفور في الوصية الكتابية الشهيرة في سفر التكوين (1، 28): “باركهم الله، وقال لهم الله: اثمروا، واكثروا، واملأوا الأرض، وأخضعوها. ” وتسلطوا على سمك البحر، وعلى طير السماء، وعلى كل حيوان يدب على الأرض.” لكن الحداثة لم ترجع إلى هذا التقليد الكتابي، بل وقفت ضده، حتى لو كان هذا التقليد قد قدم سياقًا مناسبًا. في الأساس، عند ديكارت، الحداثة لها أصولها الفلسفية. قبل الحداثة، كان الإنسان يحكم الطبيعة “بفضل الله”، مما جعله مسؤولاً عن كيفية إدارة امتيازاته. مع الحداثة، توقف الإنسان في نفس الوقت عن الرجوع إلى الله، تحت التأثير الموجه للرأي العام المستنير الذي صاغته الأفكار الفلسفية لديكارت، تغير جذريًا تمثيل علاقة الإنسان بالطبيعة، وأصبحت الطبيعة بالنسبة للإنسان مادة خام بسيطة ومخزون من الموارد. ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أنه في عام 1735 اقترح عالم الطبيعة لينيوس تصنيفًا للنباتات بأسماء لاتينية ووصف علمي، بينما كانت حتى ذلك الحين تحمل أسماء ملونة للغاية، لا يمكن فصلها عن الخيال الشعبي، مستوحاة من شخصيات الكتاب المقدس، والقديسين، وآخرين من رائحتها، أو خصائصها الطبية. ثم تنفصل النباتات عن التجربة المشتركة وتظهر كأشياء منفصلة للدراسة. من خلال الدفاع عن مفهوم أنثروبولوجي مزدوج بحت، حيث لم يبق سوى “جوهرين”: جوهر مفكر، وهي السمة الحصرية للإنسان، والتي يحددها الفكر؛ والجوهر الممتد الذي تنتمي إليه جميع الأجسام، والذي يُحرم من أي صفة روحية. يؤيد ديكارت مفهومًا للطبيعة يتم فهمه بطريقة ميكانيكية بحتة. فهي مادة خام بسيطة كما هي الحيوانات أيضًا بالنسبة لديكارت، وبالتالي يمكن استغلال الطبيعة لأغراض بشرية، وبالتالي يمكن تصورها على أنها تحت تصرفنا بالكامل. من المؤكد أن ديكارت لم يدعو إلى تدمير الظروف الصالحة للسكن على الأرض، لكن لا يمكن إنكار أن الفكر الديكارتي، الذي شكل الحداثة، هو من أعراض الخيال الاجتماعي للسيطرة العقلانية على العالم. إن المفهوم الأنثروبولوجي لفلسفة ديكارت، وهو مفهوم اختزالي للغاية، أصبح موضع تساؤل اليوم. فمن سيرغب في اعتبار الحيوانات آلات هذه الأيام؟ في الواقع سوف تلهم النظرية الديكارتية للآلات الحيوانية الممارسات الصناعية لقطاع الأغذية الزراعية في القرن العشرين، وهي الممارسات التي أصبحت موضع تساؤل اليوم. من منا لا يشعر اليوم بأننا مرتبطون بالأرض، وبجميع الكائنات الحية، بحلقة حيوية – كما فهمت دائما الشعوب التي نسميها البدائية؟ نحن ندرك اليوم أننا جزء من الطبيعة: لم نعد نريد اعتبار الطبيعة مادة بسيطة مختزلة إلى قيمتها النفعية، ومتاحة للاستغلال وفقًا لمصالحنا: نحن جزء من الطبيعة. سيؤثر هذا التغيير في العلاقة مع الطبيعة على نماذجنا التنموية المستقبلية. سيكون من المهم أيضًا إصلاح الضرر الذي حدث بالفعل حيثما أمكن ذلك. ولكن ليس فقط على أية حال. أجد أنه من المدهش أن أعرف أن مؤتمر الأطراف المقبل بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري من أجل الاستعداد بشكل أفضل للتحول المناخي من خلال الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة الكنز الذي جمعه ارتفاع درجة حرارة الكوكب. إن أسطورة التقدم غير المحدود التي حملتها الرأسمالية والمجتمع الصناعي في أعقاب عصر التنوير قد ماتت لأنها خانت وعودها. والأسوأ من ذلك، أنها وضعتنا على طريق مميت من الغطرسة والإفراط، حيث اتخذ الإنسان نفسه، في كبريائه، سيدًا للكون، واستغلال موارد الأرض بلا حدود، وفرض سيطرته، لمصلحته الوحيدة، على الأنواع الأخرى من الكائنات الحية، مما يهدد ظروف الحياة على الأرض بالدمار من خلال نهمها. لقد قضت الثورة الصناعة على علاقة الوئام التي كانت موجودة بين الإنسان والطبيعة ودمرت التحالف السلمي معها وتسببت في اندلاع التدمير للبيئة وتجفيف منابع الحياة والنزاعات والحروب بين البشر. فهل يمكن الاستخفاف بالتقدم المادي واستبداله بالتقدم الروحي؟ وماهي المظاهر الروحية لهذا التقدم المنشود؟ التقدم الروحي للشرق “من هم الذين يبحرون في منتصف ليلنا، الا يميلون نحو الظلال الأولى للشرق الحقيقي؟” (تيلار دي شاردان) إذا أردنا أن نتعمق أكثر في هذا التفكير التقدمي، علينا أن نقرر ما إذا كنا سنفحص عالمًا ماديًا بتقدمه وأخطائه، أو عالمًا روحيًا موجودًا في داخلنا…” بالفعل، لقد تحدثنا حتى الآن عن التقدم من زاوية التملك، معتبراً إياه تقدماً مادياً. هدفنا هنا هو استكشاف جانب آخر من التقدم، البعد الروحي له، أي من خلال النظر إليه من زاوية الوجود. ماذا لو كان التقدم أيضًا أكثر من المادي والروحي؟ نحن نخترع دائمًا أدوات تكنولوجية جديدة مع المخاطرة، ليس بالتقدم بل بالتراجع في مجالات أخلاقية معينة، ولكن ماذا عن تجربة حياتنا الداخلية؟ هذا ليس منعزلاً في عالم التملك، بل يتغذى من عالم الروح والفن والشعر والأدب واللقاءات… ومن خلال هذه التجارب يتسرب ويتجاوز المادية. هذا التجاوز لا يرتبط بالتجربة الصوفية، للسيد إيكهارت على سبيل المثال ، أو يوحنا الصليب، الذي تقود كلماته ومثاله في الحياة إلى لا شيء مما يمكن تصوره، وهذا يعني نحو انفتاح يتجاوز ما هو موضوع العلم. يمكننا أيضًا أن نشير إلى تجربة الصوفي، الأقرب إلينا، أو الصوفي الكوني – وأنا أتحدث عن تيلار دو شاردان. لطالما أذهلتنا شخصية تيلار، الذي وصف نفسه بالمفكر المستقل، الذي لا يمكن تصنيفه في الواقع، والذي أخافت جرأته السلطات الكنسية والدوائر الأكاديمية. وعلى النقيض من كل التمثلات الشائعة، يرى تيلار أن المادة تحتوي على قوة روحية. المادة، بالنسبة لتيلار، هي مجموعة الأشياء والطاقات والمخلوقات التي تحيط بنا، إلى الحد الذي تظهر فيه لنا بشكل ملموس وحساس. ويوضح أن المادة ليست فقط “الثقل الذي يجر، والطين الذي يعرقل، والشجيرة الشائكة التي تسد الطريق…”، باختصار “تطلع دائم نحو الانحلال”، كما يراها تقليدًا مسيحيًا معينًا. بطبيعتها أيضًا، وفقًا لتيلار، فإن المادة «تحتوي على تواطؤ ، لدغة أو انجذاب نحو وجود أعظم”. يتكون التحول الروحي من عبور طريق محدد عبر المادة، وهو بمعنى ما “طريق يوحد”. ومن ثم، إذا دفعنا نحو توسيع وجهات النظر، فسوف نتقدم على هذا الطريق. ومع ذلك، يضيف تيلار: «مرة أخرى، يبدو أن ما هو قانون الأفراد هو تصغير واختصار لقانون الكل. وسنكون مخطئين جدًا إذا اعتقدنا أن العالم، في عالميته، له أيضًا صفة معينة. تحديد طريق السفر قبل بلوغ استهلاكه؟” ثم يتحدث تيلار عن انجراف عام من المادة إلى الروح. بالنسبة لتيلار، هذا “الانجراف” هو جزء من الملاحظة الشاملة التي قادته إليها أعماله المختلفة: المحيط الحيوي منظم ذاتيًا في تعقيد متزايد. كما أن رؤيته للكون هي رؤية التكوين الكوني، أي كون متطور ومتقارب حيث يكشف الله عن نفسه أولاً باعتباره المستقبل المطلق، من خلال عتبة “النشوة”. إن “تصور تيلار للعالم” ، الموجه نحو المستقبل، هو في الأساس نبوي، بمعنى الإعلان عن إنسان فوق إنساني، أي تجاوز الجماعة بنفسها، منظور أوميغا. نقطة، نقطة التقاء الإنسانية. أجد هنا أفكار فيكتور هوغو الذي افتتح التدوينة الأولى: “إن الخطوة الجماعية للجنس البشري تسمى التقدم. ” هذا بالفعل تقدم، نحو مزيد من الرفاهية. هذا “التحول الروحي المستمر” هو في قلب تجربة الصوفيين. يقول تيلار عن أحد هؤلاء، وهو الرجل “الذي كان سيذهب إلى حد ما في قدرته على الشعور وتحليل نفسه”: “لقد اكتسبت حقًا إحساسًا جديدًا – الإحساس بجودة أو بعد جديد. والأعمق من ذلك: لقد حدث تحول بالنسبة لنا في إدراكنا للوجود. ويوضح تيلار أن هذا التعديل أو الإدراك يأتي من نوع من الحدس، ولا يمكن الحصول عليه مباشرة عن طريق أي تفكير أو أي حيلة بشرية. “مثل الحياة، التي تمثل بلا شك أعلى درجات الكمال التجريبي، فهي هدية.” خاتمة يلعب الفنانون والشعراء والمتصوفون دور الكشافة في هذا التقدم الجماعي. ومن جانبه، يرى برجسن، الذي يتمثل مفهومه الأساسي في فلسفته في “النشاط الحيوي” كخاصية للحياة، فيهم شكلا متجسدا من الحماس الحيوي: “استولى عليهم تيار هائل من الحياة؛ ومن حيويتهم المتزايدة ظهرت طاقة غير عادية، وجرأة، وقوة في التصور والإدراك. إنهم مبدعو القيم الجديدة. إن وفرة حيويتهم “تتدفق من مصدر هو مصدر الحياة نفسها”، وتشير إلى الاتجاه. هذه الوفرة في الحياة لها، بالنسبة لبرجسن، قيمة التجربة، وهي أمر مؤكد: “إن العالم الذي تدركه عيون الجسد هو بلا شك حقيقي، ولكن هناك شيء آخر، وهو ليس ممكنا أو محتملا ببساطة، كما سيكون” استنتاج الاستدلال، ولكن مؤكد كتجربة.” يمكننا أيضًا الرجوع إلى سبينوزا الذي بالنسبة له يتحدد كل كائن من خلال جهده “للمثابرة في وجوده”(الكوناتوس). من خلال الرغبة، “ماهية الإنسان”، نحن مقادون إلى القيام بما وصفه سبينوزا بـ “التجاوز” والتسامي والارتقاء. وهكذا، على خطى ابن سينا وابن رشد وسبينوزا أو برجسن أو تيلار دي شاردان، وغيرهم الكثير، فإننا نقود إلى مشاركة هذه الرؤية للإنسانية التي، بقيادة المستنيرين الذين يمكنهم إلهام كل فرد، تنطلق من الأمام وتتقدم في الروحانية، يشهد أن عالمنا ليس مغلقًا بل مفتوحًا، ويستأنف الزخم الإبداعي. فاذا كانت العولمة قد ترجمت الفشل الذريع للتنوير الصناعي فكيف يمكن تحويل التقدم المادي الى تقدم روحي؟

طريق التنمية في خطر :

مستشار السوداني: [طريق التنمية انطلق .. البككة والميليشيات “نسكتهم بالفلوس"]. هل أجور المليشيات و البككة ستدفعها العراق لوحده!؟ في مثل هذا الحل لا ينجح المشروع تماماً , بل يبقى رهن تلك المليشيات التي ستحدد الأوضاع و تقرر المطلوب, و من هنا تبدء المشلكة !!؟ رد ناصر الأسدي، مستشار رئيس مجلس الوزراء لشؤون النقل، على منتقدي طريق التنمية، وما يقال عن “تهديد الميليشيات” لشحنات البضائع المارة، بأن العراق سيقوم “بإسكات حزب البككة والميليشيات بالأموال”، كما يحصل في الخليج، فيما أمطر مهاجمي المشروع بسيل من الأسئلة، مستدلاً على أهميته بتوقيع قطر والإمارات وتركيا عليه، فيما شدد على أن العراق هو صاحب فكرة طريق التنمية وسيده. وذكر الأسدي، في حوار مع الإعلامي أحمد ملا طلال: السؤال ليس لماذا وقعت الحكومة العراقية الاتفاق الرباعي، بل يجب أن نسأل لماذا وقعت قطر والإمارات هذا الاتفاق، بل السؤال يجب أن يكون لماذا وقعت قطر والإمارات وتركيا، هل المشروع بلا جدوى لتأتي بلدان وتوقع معنا؟ هل تعتقدون أن هذه الدول لا تفهم في الاقتصاد لتأتي فقط وتوقع؟ علينا أن نعرف أن طريق التنمية مشروع عراقي 100%، فالعراق سيد الموقف وسيد الأرض ونحن نتملك ما نمتلك، لكي نكون جزءً رئيسياً من هذا المشروع، سواء فكرة المشروع قد طرحت سابقاً أو حالياً هذ لا يهم. الفكرة عراقية، وبالنتيجة يجب أن تنفذ بواسطة العراقيين، فنحن بلد عانى من الاستعمار البريطاني والعثماني، هل المنطقي أن نأتي بمستعمر صيني أيضاً؟ بالنسبة لمن يقول إننا “سنصبح حمالين” بسبب طريق التنمية، أقول إن ما يرى نفسه حمالاً سيبقى حمالاً طول عمره. طريق التنمية هو أقصر طريق للتجارة نحو أوروبا، فمن ميناء الفاو إلى فيشخابور هناك مسافة 1200 كم، ومن فيشخابور إلى حدود أوربا 1800 كم إذا المجموع 3000 آلاف كم، ومن حدود بلغاريا إلى أمستردام أو روتردام 3 آلاف كم، إذن المسافة 6 آلاف كم، بينما أقصر الطرق المنافسة لطريق التنمية تبلغ مسافته 14 ألف كم، إذن طريقنا يختصر أكثر من نصف المسافة. التجار سيوجهون بضائعهم إلى ميناء الفاو، لأن التجارة هي وقت ومصاريف وتبعات أخرى، وما يميز طريق التنمية هو قيام التجار بدفع الأموال عن نقل البضائع من ميناء الفاو إلى تركيا، وذلك أفضل من دفع عدة رسوم في عدة موانئ، إلى جانب دفع رسوم قناة السويس، ورسو البضائع في جنوب القناة وشمالها، ما يعني أن التجار سيدفعون لمرة واحدة وهذا ما سنتفق عليه مع تركيا. بالنسبة للوقت، فالتاجر عندما تصل بضائعه قبل شهر سيكسب الوقت، كما أن التاجر سيكون سعيداً عندما تصل بضائع بنقلة واحدة فقط بحر – بر، لذا فإن البضائع لن تتلف، كما أن أجور التأمين ستقل، وهذه العمليات الحسابية لم أضعها أنا، بل وضعها مختصون، ووصلوا إلى أن هذا المجال هو الأمثل لمرور البضائع حول العالم. الإمارات وجدت مصلحتها الشخصية في طريق التنمية، ولا اعرف من أين يأتي المحللون السياسيون بأفكارهم، فهذا يتحدث عن صراع ميناء جبل علي وميناء الفاو، كيف ستضربه إذا كانوا يصدرون من موانئهم إلى موانئنا، فكيف سنضربهم؟ لو قرأتم مذكرات التفاهم، ستجدون أنه يجب الالتزام ويجب الاشتراك، ونحن سنبدأ بالتنفيذ، بعد أن انتهينا من فحص التربة (لسكة القطار الجديدة) وانهاء التصاميم، وأنهينا المواصفات الفنية، وفي حزيران سنعلن عن “تندر”، كما أنجزنا قضية الاستملاكات، وهناك 11 محافظة وقعت على المشروع. كل ميليشيا في العالم تبحث عن الأموال، وسنقوم بإسكات “البككة” والميليشيات بالأموال، والدليل على كلامي لماذا لا يوجد ميليشيات في الخليج؟ لأنهم يدفعون الأموال. التبادل التجاري بين العراق والإمارات 19 مليار دولار، حصة طريق التنمية منها 70%، أيضاً التبادل التجاري بين العراق وتركيا 26 مليار دولار، سيكون حصة طريق التنمية منها 24 مليار دولار، بالنسبة لميناء الفاو سينتهي منتصف عام 2025، أما طريق التنمية فسينتهي عام 2028.

Thursday, April 25, 2024

ألإعتراف بآلخطأ فضيلة :

الأعتراف بآلخطأ فضيلة: كما إنّ الأعتراف بآلذنب و الخطأ و الأعتذار ممّن تعرّض للتجاوز أو الأهانة فضيلة .. بل و دلالة على الثقة بآلله و بآلنفس و الأيمان بآلحق؛ فآلأعتذار لا ينتقص من كرامة المعتذر أو شخصيّته كما يعتقد أكثر الناس .. بل العكس كما تؤكد الأحاديث و الحِكَم و الوقائع عن ذلك .. بل و يتسبب في رفع شأن المُعتذر و زيادة المحبة بينه و بين المعتذى عليه ! كان لي صديق مجاهد ما زال حيّاً و يصلي في مسجد أهل البيت في حي البنوك كما في النجف حيث يُدرّس البحث الخارج و هو آية الله السيد البدري الذي حكى لي حكاية ظريفه أيام وجودنا معاً في جبهات الحرب ضد الظلم الصدامي الجاهلي, قائلاً: كنت أماماً في أحد المساجد أصلي في الناس جماعة, و ذات يوم و بينما حضر جمع غفير من الناس و تقدمت للصلاة بهم, لكن أثناء الركعة الثانية بطل وضوئي لحدثٍ طارئ .. و كنت في حيرة لحظتها و الناس خلفي, و تساءَلت مع نفسي ؛ هل أقطع الصلاة و أتوضأ من جديد و أرجع لإمامتهم ثانيةً , أم أستمر مع هذا الوضع حتى النهاية كي لا ينفضح أمري؟ فأكون في الحالة الأولى؛ قد أرضيتُ رب العالمين و في الحالة الثانية أكون قد سترتُ على نفسي أمام الناس و لكن بآلكفر, لأني خالفت ربي ولم ألتزم بشرعه الذي لا يجيز الصلاة مع تلك الحالة!؟ و بينما أنا مُتحيّر بين هذين الخيارين؛ قررتُ قطع الصلاة و ليكن ما يكن و إلتفت لحظتها للمصليّن و أعلنت لهم بوجوب إعادة وضوئي و إعتذرت منهم .. و في أثناء وضوئي كانت نفسي تحدّثني بكون شأني سيقل وسط و أمام المصلين و سينفضح أمري بين الناس .. و هكذا إعتقدت ..!! لكن الذي حدث بعد تجديد وضوئي و إتمام الصلاة جماعة؛ هو أن إحترامي و تقديري قد تضاعف بين الناس على عكس ما ظننت و الله!! و تلك هي نتيجة الصدق مع الله و التواضع أمام الناس, فمن أصلح سريرته أصلح الله علانيته, وهكذا بدأ الناس يكرمونني أكثر من ذي قبل و زادت محبتي بينهم . الكرامة جزء هامّ من تكويننا الأنسانيّ لأنها من الله تعالى(و كرّمنا بني آدم ...) بل و فضل ادم على جميع الخلق تقريباً, و فوق ذلك أمر بسجود الملائكة له، لذلك فكل انسان في العالم يعتز بتلك الكرامة و بنفسه و يحرص الحفاظ عليها ولا فرق في ذلك بين مؤمن و كافر أو مسلم أو غير مسلم و بين صغير أو كبير و بين وزير أو غفير , حتى أكثر الحيوانات تعتبر لذلك بنسب و درجات معينة!. وقد ينتفض أنسان بسيط أذا مسّت كرامته بشيء لا يذكر، مقابل ذلك ؛ قد لا ينتفض مسؤول كبير لكرامته مهما قيل عنه وحتى لو مسحوا به الكون كله لأسباب معروفة كلقمة الحرام بسبب الرواتب الحرام المنتشرة اليوم بين مرتزقة الأحزاب و قادتهم أو بسبب الخيانة العظمى التي إمتاز بها الأحزاب و الأئتلافات , حيث أصبح تقريباً مباحا في العراق و أكثر بلادنا للأسف !. مع إن العرب منذ جاهليتهم كما الأقوام الأخرى أصحاب كرامة و عزة وأنفة ، الى درجة المبالغة في ذلك والتقاتل فيما بينهمم عليها! . لكن الكثير من العراقيين و غيرهم مع ذلك، يسيئون الفهم بين (الأعتذار) و (أنتقاص الكرامة) !؟ فالأعتذارعن خطأ أرتكبته سواء كان بالكلام أو بالتصرف ، لا يعني الأنتقاص من كرامتك أبداً ولا يقلل من شانك و من قيمتك ، بل سيجعلك كبيراً في أعين الناس ، أما مَنْ يفهم غير ذلك؛ فهو ناتج عن قلة الثقافة والوعي والأدراك وضعف في أنسانيته و وعيه!. العراقيين أكثر الناس بحاجة الى أن نفهم لغة المحبة و الأعتذار بسبب من عصبيتنا المفرطة الى حد الجنون, و نتيجة الثقافات الحزبية المختلفة التي بدل أن تنشر الوعي ؛ تنشر الجهل و الغباء و بشكل متقصد قد يسهل سرقتهم, و في مقدمتهم المرتزقة !؟! فالأعتذار لغة المحبة والسلام والتسامح والصفاء و الوحدة، وهو بالتالي سلاحنا الأنساني والأجتماعي الذي نرد به على من يريدون بالعراق وشعبه السوء. و قبل أن أختم حديثي هذا ؛ من الضروري تذكير الناس بأن هناك مرحلة سامية للنفوس المطهرة و السامية التي لا تنزعج من قول الزور فيها عند محاولة بعض ضعاف النفوس من توجيه الأهانة لهم, مثل هؤلاء هم الحكماء العارفين فقط الذين يمتازون بآلحكمة و بآلحلم لأنهم وصلوا درجة الحكمة و العرفان, و لا ينزلون لمستواهم, أي لمستوى أؤلئك الذين تربوا في المؤسسات العسكرية و الحزبية و بين تنظيمات البعث و الفاسدين, بل و عبروا مراحل ليس من السهل أن يصلها صغار القلوب و العقول الذين لم يتحرروا من شهواتهم و نفوسهم الضيقة التي تعودت على الظلم .. و هذا هو حال أكثر البشر للأسف خصوصا في العراق و في بلادنا, مثلما وصفهم الشاعر بقوله : و الظلم من شيم النفوس فإنْ .. تجد ذا عفّةٍ فلِعلّة لا يظلم ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد

وجود الله رهين الأخلاق

وجود الله رهين آلأخلاق يُعتبر (ديفيد هيوم) و (رينيه ديكارت) و (إيمانوئيل كانط) أعمدة ألنّهضة الغربيّة ألحديثة ألتي بدأت منذ آلقرون الوسطى بعد ثورة (الرينوسانس) .. عبر ثلاثة مراحل(1) لتحقيق آلجّانب ألمدنيّ و آلحضاري بعد مراحل و تطورات عديدة و رغم إعتقاد الناس بخلاصهم من ظلم ألكنسيّة مع آلنظام الملكي و آلثيوقراطي و كان واقعاً حقاً؛ إلّا أنّ وقوعهم أليوم أسرى بيد (ألمنظمة الأقتصادية العالمية) رويداً رويداً كتحصيل حاصل بسبب (فخّ) ألدّيمقراطيّة ألمُستهدفة, لا ألهادفة لأنتخاب حكومات تديرها الأحزاب ألمُوالية في واقع الأمر لتحقيق أهدافهم التي هي أهدف (المنظمة الأقتصادية العالمية)؛ هذا الواقع يكشف في آلحقيقة ألمظالم ألتي و قعت و تقع و لم ينتبه لها آلنّاس حتى يومنا هذا بسبب ألجّهل و ألفراغ الفكريّ و الفلسفيّ الذي تركه الفلاسفة أنفسهم في مسألة (فلسفة ألقيم و الكرامة الأنسانية) التي كشفتها الفلسفة الكونية العزيزية مع مطلع الألفية الثالثة. إنّ روّاد النهضة الأوربيّة ركّزوا وإنحازوا عند تطبيق مبادئهم الفلسفيّة على آلجّانب ألماديّ خارج مدار ألدِّين – ألعرفانيّ لا التقليدي ألّذي إعتبروه بآلخطأ سبَبَاً للتّخلف بسبب تسلط ألكنسية و آلفؤداليستية ثمّ البرجوازية إبان القرون الوسطى, لذلك كان سقوطهم في أحضان ألمنظمة الأقتصاديّة ألعالمية اليوم مسألة طبيعية وحتميّة أكثر بؤساً و خطراً مِمّا كانَ عليه الوضع قبل ذلك بسبب أستخدام التكنولوجيا والحروب والمال سندأً لمصالحهم الأقتصاديّة على حساب أخلاق وقيم الناس! و رغم إعتراف (كانط) علناً بقوله؛ [أنّ (هيوم) صاحب نظريّة (الشّك) قد أيقضني من سباتي]؛ إلّا أنّ (كانط) يُعتبر بنظري رائد ألنهضة الأوربيّة بلا منازع بإستثناء فشله و أقرانه عبر جميع المراحل في طرح نظريّة فلسفيّة كونيّة شاملة تُحقق الهدف من وجود الأنسان و الخلق لأسباب زمكانيّة وعقائديّة, و ربّما كانت مشيئة الله لجعلها بإسمي بعد مرور القرون على تلك الأطروحات الفلسفيّة ألأحاديّة ألجانب الممتدة بجذورها عبر العصور ألفلسفيّة ألخمسة(2) ثمّ إعلان (فلسفتنا الكونية) مع بدء الألفية الثالثة, لكن آلأجمل الذي كشفه (كانط) و سيبقى في فلسفته, هو إعتقاده بأنّ [المعرفة نتاج ألعلاقة بين آلذّهن و آلأحساس في زمكاني مُعَيَّن] مختلفاً عن الفلاسفة الأسلاميين سيّما المُلا صدرا ألذي تأثّر بإبن عربي - لذلك إتّخذتْ فلسفتهِ - أيّ كانط - من (آلعقل و آلأدراك) أصلاً لكلّ الفلسفة على مذهب (هيوم) و حاول تطبيق الأشياء عليها وليس ألعكس كما إدّعى آلفلاسفة من قبله, وبذلك أبْطَلَ آلبراهين ألتقليديّة ألتي ما زالَ بعض ألعُلماء يعتقدون بها, مُعتبراً كُلّ الأدلة ألواردة حول إثبات (الله) ليست تامّة وليست حُجّة, ومن آلمستحيل (إثبات أصل ألذات - ألدّليل ألوجوديّ - ألذّهنيّ أو بقاء النفس أو الأختيار) عن طريق الأستدلال ألعقليّ, لذا حين لا يكون آلذّهن و آلوجود دليل كافٍ على الله, فلا بُدّ من وجود دليل ثالث و هي الأخلاق! فما هي آلأخلاق ألتي تكون مقدّمة للتّدين و لوجود الله؟ : هي قتل الذّات و آلتّحليّ بآلفضائل ألحسنة - بعد آلتّجرّد من الحالة البشرية و خبائثها و آلتّحلي بآلطيّبات – حتى مكارم الأخلاق و بعدها نكون مُتديّنيّن, وهذا يعني بطلان إدّعاء ألدِّين مِنْ أيِّ كان حتى لو كان عالماً أو شعباً أو أمّة لم تُهذّب أخلاقها و سيرتها بتطهير ذاتها من آلنّفاق و آلكذب و آلنّميمة و آلفساد و آلتكبر, و بآلتّالي و بحسب نظر هذا آلفيلسوف ألكبير يُعتبر كلّ مُتديّن لم يُزكيّ نفسه و لم يعرف حدودهُ و روح رسالته ألسّماويّة - كلّ ألرّسالات لا فرق - خارج عن ألتّديّن وآلدِّين مهما إدّعى و قال! و مجمل هذه الفلسفة تتوافق مع آلنّبأ العظيم على لسان الخاتم(ص)؛ [إنّما بُعثّتُ لأتمّمَ مكارم الأخلاق]! و قد تمّ ترجمته و خلاصته من خلال فلسفتنا بعد طي المحطات الكونيّة السبعة(4)؛ لنتخلص أولاً من الحالة البشرية التي تدور على البشرة و السطح, للأنتقال إلى الحالة الأنسانية التي يتحلى فيها العبد بصفات راقية تمهيداً لنيل مرتبة الآدميّة. و هكذا إعتقدَ (كانط) بأنّ الأخلاق(3) هي آلتي تصنع ألدِّين, و آلعقل ألعمليّ(5) هي آلتي تصنع ألأخلاق الممهدة للآدمية و التي بها يكون الله موجوداً في الأرض من خلال الملتزمين بها! خلاصة نظريّة هذا الفيلسوف هي : [بدون إعْمالِ ألأخلاق في آلحياة يغدو كلّ ما يتظاهر به و يدّعيه أو يُمارسه البشر في مرضاة الرّب زَعْمَاً دينيّاً و عبوديّةً كاذبة و مُفتعلة], و هذا هو حال ألمُدّعين أليوم للأسف, لهذا لا مستقبل لشعوبنا و العالم بدونها – بدون الأخلاق. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) لمعرفة التفاصيل راجع الحلقة 3 من[فلسفة الفلسفة الكونية]. (2) لمعرفة تفاصيل(المراحل الستة), راجع ألحلقة 3 من[فلسفة الفلسفة آلكونيّة]. (3) ألأخلاق؛ دراسة معياريّة للخير والشّر, تهتمّ بالقيم المُثلى، و تصلُ بالإنسان إلى الارتقاء عن السّلوك الغريزي - البشري بمحض إرادته ألحرّة؛ بعكس ألّذين قالوا؛ بأنّ الأخلاق ترتبط بما يُحدّدهُ و يفرضهُ الآخرون كعرف أو قانون و ترى أنّها تخصّ الإنسان وحده، و مصدرها ذاته (ضميره) ووعيه, و يعتقد (أفلاطون) بأنّ الأخلاق تتمثّل في كبح شهوات الإنسان، والتّسامي فوق مطالب الجسد بالالتفات إلى النفس والرّوح وتوجيههما لتحصيل الخير و المعرفة و محاربة الجهل والأمية الفكرية ليصل مرحلة الآدمية. أمّا (آلأخلاق) بنظر الأنبياء و أئمة المسلمين(ع) فإنّها تتغذى بآلطاقة من القوة الغيبية التي تُوجه عقل و روح الأنسان لأن تحفظ في النهاية الكرامة الأنسانية من خلال القول و الفعل و النيّة, و لهذا يمكن إعتبار تعريف (أفلاطون) ثمّ (كانت) و (شوبنهاور) و غيرهم من أقرانهم الأسلاميين: (بأنها زبدة و روح ما جاء به ألعرفاء والأئمة والأنبياء وهي (إتمام مكارم الأخلاق) بحسب النصّ مع فاصل الزمن بين الفئتين, بإختصار الأخلاق في العقيدة الإسلامية هي التخلص من الحالة البشرية إبتداءاً ثم آلسّير للوصول إلى الأنسانية و من بعدها الآدمية. (4) المحطات الكونية السبعة للعطار النيشابوري, هي على التوالي : [الطلب – العشق – المعرفة – التوحيد – الإستغناء – الحيرة – الفقر و الفناء]. (5) العقل النظري والعقل العملي، مصطلحان يجري استخدامهما في بعض العلوم؛ فالعقل العمليّ في اصطلاح المناطقة هو المعبَّر عنه (بالحسن والقبح) عند المتكلّمين، والمعبَّر عنه (بالخير والشرّ) عند الفلاسفة ، والمعبَّر عنه (بالفضيلة والرّذيلة) في اصطلاح علماء و أئمة الأخلاق, أما المراد من العقل النظري فهو العقل المُدرك للواقعيات التي ليس لها تأثير في مقام العمل إلاّ بتوسّط مقدّمة اخرى، كإدراك العقل لوجود الله، فإنَّ هذا الإدراك لا يستتبع أثراً عملياً دون توسّط مقدّمة اخرى كإدراك حقّ المولويّة وانَّ آلله هو المولى ألجدير بالطاعة, والمراد من العقل العمليّ هو المُدرك لما ينبغي فعله وايقاعه أو تركه والتحفّظ عن ايقاعه، فالعدل مثلا ممّا يُدرك العقل حُسنهُ وانبغاء فعله والظلم ممّا يُدرك العقل قبحه وانبغاء تركه، وهذا ما يُعبِّر عن إنّ (حسن العدل وقبح الظلم) من مُدركات أو بديهيات العقل العملي وذلك لأنَّ المُمَيّز للعقل العمليّ هو نوع المدرَك فلمَّا كان المُدرك من قبيل ما ينبغي فعله أو تركه فهذا يعني انَّه مدرك بالعقل العمليّ هذا ما هو متداول في تعريف العقل العملي، وجاء السيد الصدر بصياغة اخرى لتعريف العقل العملي وحاصلها؛ إنَّ العقل العملي هو ما يكون لمُدركه تأثير عملي مباشر دون الحاجة لتوسّط مقدّمة خارجيّة. عزيز الخزرجي

Wednesday, April 24, 2024

كيف ننهض بواقعنا ؟

كيف ننهض بواقعنا؟ منبر العراق الحر : لا يمكننا ان نفهم البناء والتنمية والتاريخ والحضارة والوطن والهوية والمصير والسيادة والارض والمستقبل الا من خلال التغيير المبني على تحويل النصوص والمواعظ والافكار والتربية الى سلوكيات راقية ومفاهيم عظيمة تؤثر في الاخر وهذه من حتميات انتشار سرعة الافكار بين الامم . لا تستطيع الذهنية الخاوية والخاطئة والمعطوبة والعائمة ان تفهم او تقف امام تحديات الحاضر . لكن ثمة عناصر مهمة للنهضة والبناء الحضاري تتلخص بمجموعة من الاسس والعناصر تمثل قدرة واهمية هذه النهضة على مستوى دورنا ووجودنا الحقيقي بين الامم الاخرى وامكانية تحديد خططنا القادمة حتى ننتقل مما نحن فيه الى واقع اخر ورؤية جديدة . لا بد ان نسأل انفسنا ايضا اين نحن امام ما يعيشه العالم من تحولات ونهضة وبناء وتنمية . في كل حقبة توضع امام العراقي تحديات جديدة وخانقة تجعله في حالة عدم استقرار وعدم التركيز في الافكار . مع اننا لو راجعنا سنجد ان الافكار هي احد اهم الاسس في نهضة اي مجتمع او امة . لابد ان نفرق هنا بين الفكر والمؤسسات ‘ المؤسسات هي ما يتعلق بمرافق الدولة من تقديم خدمات وصحة وكهرباء ومدارس وقوانين ‘ والفكر يعني المرونة والعقلانية والتجديد . لا يمكن لعمل المؤسسات ان تثمر من دون جذور فكرية . لا يمكن للانسان دائما ان يعلق على الظروف والتحديات التي تحيط به بل يجب ان يكون هو مساهما وخالقا لظروفه وهذا هو الفارق بين الفرد العاجز والمحبط وبين المتحرك والفاعل والمبادر والواعي لظروفه ومصيره ومستقبله. التحدي الاخر الذي يقف امام نهضتنا هو ازمة العقل والقيادة . لا يخفى على احد اهمية ودور القيادة في نهضتنا لكن السؤال هل لدينا احزاب او تيارات تمتلك برامج لتدريب قيادات واعدة وجديدة او مراكز علمية تؤهل بعض الاشخاص من خلال خطط علمية مدروسة . يقينا هذا الامر مرتبط بالعقلية السائدة وملاحظة بعض التفاصيل اليومية في احترام الوقت ‘ احترام الاخر ‘ احترام الحقوق الفردية ‘ بنفس الوقت ملاحظة تراجع واقع التعليم والادارة والصحة . سبب ذلك يعود الى انحسار الانتاج العام في المؤسسات والشركات والوزارات. ما هي الاهداف البعيدة والقواعد والافكار للوصول للنهوض ؟ يمكننا ان نضع في مقدمة ذلك وحدة الامة وصلابتها وقوتها وتماسكها وضميرها الحي . لكن لا يمكن وضع الاهداف من دون وسائل حقيقية وجادة ورصينة . قد تفشل الاهداف بسبب عدم فهم الوسائل . وعليه لابد ان نفهم الواقع لكي نعرف كيف نؤثر فيه . قد تحتاج الى مسافة طويلة لكي تقطعها من اجل ان تغير او تحطم الكثير من الصور السلبية والقناعات المغلوطة. لا يمكن ان تنهض وانت تحت تأثير الخوف والفقر والطبقية والكذب (والدكة العشائرية) والناس المسلحين بالحقد ونزعات الثأر وثقافة التلقين من المهد الى (المنزل والمدرسة والحزب والمقهى والطقوس وصولا للنظام السياسي) . كيف ننهض ونحن وسط الحمقى واعداء العقل والاطعمة المغشوشة والمستوردة و اللانظام و الرشوة و الفوضى و النصب و الاحتيال و الادمان و السفه و السطحية و الافكار النمطية و هيمنة الثقافة السياسية الشعاراتية التي تفسر كل شي من دون ان تفهم اي شي . كيف تنهض وسط جمهور مسيس يفسر الامور بشكل جماعي كما لو اننا قطيع نفكر بلغة سياسية واحدة . في حين غابت الرؤية الفكرية والثقافية وهذه اللغة لا وجود ولا حضور لها في القاموس السياسي . كيف ننهض ونحن وسط هذه الامواج العاتية .لقد برعنا بأمتياز في الهوسات والعراضات والسطو ومعارك الجيران ومنصات التواصل الاجتماعي التي تكتظ بالاسماء المستعارة والانتحال وهي تعكس صورة من صور الواقع الحقيقي . لم نتبنَ لحد الان خطاب العقل والحداثة والدولة العادلة . اذن كيف نريد ان ننهض ونبني ونحن نقتل الفكر والمعرفة ‘ نقتل عفويتنا ‘ نقتل اطفالنا عبر التلقين المبكر والعقاب والتدجين والزجر ونعتقد خطئا ان التفوق المدرسي هو مقياس للنجاح وشاهدنا لاحقا كيف تحول اصحاب الشهادات الى لصوص وقتلة وتجار وطن .

شروط النهضة الحضارية :

شروط آلبناء الحضاري؟ تبدء بحلّ ألأزمة بين المثقف و السياسي. و لا بد للسياسة أن تتبع الثقافة و ليس العكس. أو وجوب أن يكون السياسي مُثقفاً وهو الحل الأمثل. أو على السياسيّ إتّباع المثقف الذي عليه إتباع الحكيم. وعلى الجميع إتّباع ألعارف الحكيم في أصل و هدف تقريراتهم .. تنحصر الأزمة الثقافية و الفكرية في بلادنا و التي هي منشأ معظم الأزمات و الأشكالات و الفوضى داخل دائرة (السّاسة و الحُكّام و القضاة و أصحاب السلطة المحيطين بهم) و من ورائهم أصحاب المال و الشركات و الأعلام الذين يتسبّبون بخراب البلاد و العباد عادة نتيجة الجّهل و الجشع و الأنانيات و التحزبات و الأخطاء المتكررة التي تؤدي إلى هدر المال العام و ضياع الشعوب بتكرار التجارب المكلفة و كأنّ البلد أمامهم مختبر لأجراء التجارب و العمل كيفما شاؤوا حسب رأيهم للتوصل إلى الحل و النتيجة المطلوبة التي يبحث عنها دون النظر و الألتفات لما يتركه من مآسي و خراب و خسائر نتيجة التكرار العبثي, و لو كان هذا السياسي مُثقفاً مخلصاً يبني مواقفه و خططه على الفلسفة ؛ لما حلّت تلك الكوارث والخسائر والفوضى و الفساد المالي - المادي و الأخلاقي و الزمكاني و بآلتالي تفريق و تفكيك أواصر الوحدة بين فئات وتيارات المجتمع إضافة للتبعيّة والخذلان للمستكبرين وكما هو حال البلاد والعراق خير نموذج. من هنا تأتي أهمية, بل وجوب أن يكون السياسي مثقفاً و أميناً و كفوءاً و مخلصاً تابعاً لأهل النظر والفكر لا العكس, وبغير ذلك, ليس فقط لا تنهض الأمة بل لا تُبنى البلاد و الحضارة لسعادة المجتمع .. مهما كان البلد غنيّاً بثرواته و موقعه و قدراته المادية و العلميّة و آلتأريخه و يمتلك الموارد المختلفة من المال و الطاقة؛ بل المشكلة الأكيدة التي ستصيب هذه المجتمعات هي إصابتها بآلشلل و آلطبقية و زيادة الفواصل و الفوارق الاجتماعية بين أبناء المجتمع الواحد, بمعنى بدل أن يكون الغنى و الثروات و حتى العِلم حقا للجميع و سبباً لإسعاد المجتمع ؛ يكون سبباً لشقائه و تناحره, لسوء تدبير الساسة والأدارة وفقدان القيادة المثقفة الحكيمة لتنفيذ الخطط الإستراتيجية, لمحدودية الفكر وحلول الثقافة الحزبية و العشائرية و القبلية و الدّينية المتحجرة و التفاخر بآلتأريخ دون النظر للحاضر و المستقبل؟ يقول بعض النخب ؛ أنه منذ القدم كان موضوع المثقف و السياسي بالمقابل مثاراً للجدل و النقاش و توليد الأزمات، وكانت تدور حروب باردة خفيّة مرّة و حروب حامية و معلنة مرات أخرى بينهما!؟ و ممّا لا يخفى أنّ تلك الاختلافات العميقة بين الطرفين قد فرضت على المثقف و المفكر ناهيك عن الفيلسوف تحدّيات لا بدّ من مواجهتها و دفع ثمن باهض لدرئها, خصوصاً و نحن نعلم بأنّ المال و السلطة والحماية تدور لصالح السياسي والحاكم لأنه فاقد للتّقوى و الحياء! لذلك فالأزمة التي يُعانيها المفكر و الفيلسوف لنشر الحقيقة والمعرفة لأسعاد المجتمع و كشف المزاعم التي تنشرها جماعات مغرضة و حزبية و سياسيّة خائنة تكون عادة ما مكلفة و تسبب خسارة المثقف و المفكر و الفيلسوف الذي من الصعب تعويضهم بآخرين بسهولة ممّا يؤدي لحدوث أزمات و خسائر مختلفة و كبيرة على جميع الأصعدة, و قد يتمّ إستغلالهم من قبل الأعداء بسبب لقمة العيش! و إنّ الموقف العام يتأزم أكثر فأكثر حين تظهر طوائف دينيّة وأحزاب مختلفة تتستّر برداء العفة و التأريخ و الجّهاد و العراقة و الثقافة الشكلية السطحية؛ فتتسبب بخلق و تعاظم ذلك الصراع بين الطرفين و بين جهات عديدة .. كالحاكم و رجل الدين و أشباه المثقفين وأذيال الساسة بعضها مع البعض, و يجب أن نعلم بأنّ خطورة (أنصاف المثقفين) أعظم و أكثر من باقي العوامل المؤثّرة (1). إلّا أنهُ من خلال رؤية ثقافيّة معمّقة يدعمها القانون و الحاكم .. تقوم على حقّ التعبير والنقد لأجل الهدف المنشود؛ وعلى حرية الرأي والرأي الآخر؛ الحقّ في الاختلاف؛ وجوب احترام ألآخر؛ الدّفاع عن الكرامة؛ ألأبتعا عن الانحيازية الضيقة لصالح الثقافة والنقد الموضوعي للأخطاء والثغرات؛ الإشارة للعيوب بجرأة الحرّ الذي لا يتعدّى حدود النقد البناء باحترام اختلاف الحضارات؛ و تنوع الشعوب و الدفاع عن القيم الإنسانية - الآدمية والاهتمام بحقوق الإنسان؛ والتقيّد بأخلاق المبادرة والمحاورة؛ ألأبتعاد عن المناورة و المؤامرة بطرح القضايا وإخضاعها للنقاش والتحليل المنطقي بغض النظر عن حجمها, كل تلك المحاور و المبادئ كفيلة بتغيير الوضع و السير بإتجاه البناء و التآلف و المحبة لتحقيق الحضارة و السعادة في نهاية المطاف لهذا الأنسان الذي كلما تقدم الزمن به زاد شقاءاً. أما ما يتعلق بعلاقة (السياسي والمثقف المفكّر) وإجلاء الحقائق بشفافية وتوضيح التطورات السياسيّة ذات الأثر على الحياة المجتمعية و الثقافية والالتقاء في المواقع المتعارضة لإيجاد حلّ أمثل يخدم القضية المصيرية المطروحة ليصب في مصلحة المجتمع بإثبات الدور الايجابي للمثقف والمفكر الذي قد يَلقي ضمنيّاً - على عاتق المثقف تهم إنتمائه لأحزاب و مذاهب - دافعاً بذلك ثمناً لموقفه المستقل!؟ ففي السياسة الكثير من الأمور المعقدة و المتشابكة التي قد لا تتيح للمثقف أن يتّخذَ موقفاً صريحاً أو معارضاً وفي نفس الوقت لا يمكنه الوقوف دون تحديد موقفه للدفاع عن بلاده و مبادئه؛ كرامته؛ حريته .. و لربما كان عليه إتخاذ لغة الحقائق والمنطق دون الانزلاق إلى المهاترات و الطعن؛ الاسترزاق من الأزمات بغطاء وطني وتقصي الحقائق و نشرها دون إعطاء الفرصة للمتربصين لاستغلاله رصاصة في صدر الوطن و المواطن معاً. إن محاولة إيجاد نقطة التقاء بينهما و إيجاد لغة حوار مشترك تخدم المصالح العامة للجميع؛ هي من أهم أهداف المثقف الذي يسعى لتحقيقها و إثباتها على أمل تخطي الأزمات السياسية والفكرية و الطبقية. يقول الباري تعالى و هو أصدق القائليين و أنفعهم لمصلحة و عاقبة البشر و المجتمعات و كل الخلق لأنه هو الخالق والعارف بطبيعة خلقه, يقول عزّ وجلّ و هو يُعلّمنا : [قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ] (سورة يوسف / آية 8). ولا يعطي أي عمل خصوصا في المجال الأجتماعي و السياسي ثمره و نتائجه الطيبة؛ ما لم يكن بنية سليمة و صادقة و تعاون جاد و مثمر بين العاملين, و الحمد لله رب العالمين. حكمة كونيّة : [ألفكر يجب أن تُحدّد ألسّياسة و ليس العكس]. العارف الحكيم عزيز حميد مجيد

Tuesday, April 23, 2024

شروط آلبناء الحضاري؟

شروط آلبناء الحضاري؟ و في مقدمّتها حلّ ألأزمة بين المثقف و السياسي : تنحصر الأزمة الثقافية في بلادنا داخل دائرة (السّاسة و الحُكّام) الذين يدمرون البلاد و العباد عادة نتيجة الجهل و الأنانيات و الأخطاء المتكررة التي تتسبب بِهدر المال العام و كأن البلد أمامهم مختبر لأجراء التجارب تلو التجارب للتوصل إلى الحل و النتيجة المطلوبة اتي يبحث عنها, و لو كان هذا السياسي مُثقفاً مخلصاً لما حلّت كل تلك الخسائر والفوضى و الفساد و بآلتالي تفكيك أواصر العلاقة بين فئات و كيانات و تيارات المجتمع إضافة للخسائر الماديّة .. من هنا تأتي أهمية أن يكون السياسي مثقفاً و أميناً و كفوءاً, و بغير ذلك لا تنهض الأمة و لا يمكن أن تبني البلاد و الحضارة ليسعد المجتمع .. مهما كان البلد و (المجتمع) غنيّاً بثرواته و يمتلك الموارد المختلفة و المال و الطاقة؛ بل المشكلة في مثل تلك المجتمعات أنها ستُصاب بآلشلل و بآلطبقية و تزداد الفواصل و تكبر الفوارق الإجتماعية بين أبناء المجتمع الواحد, بمعنى بدل أن يكون الغنى و الثروات و حتى العِلم سبباً لإسعاد المجتمع ؛ يكون سبباً لشقائه, لسوء تدبير الساسة و الأدارة و فقدان القيادة المثقفة الحكيمة لمحدودية الثقافة الحزبية!؟ يقول بعض النخب ؛ أنه منذ القدم كان موضوع المثقف و السياسي في المقابل مثاراً للجدل و النقاش و توليد الأزمات، وكانت تدور حروب باردة خفية مرّة و حروب حامية و معلنة مرات أخرى بينهما!؟ ومما لا يخفى هو الاختلافات العميقة بين الطرفين التي تفرض على المثقف تحدّيات لا بدّ من مواجهتها, خصوصا و نحن نعلم بأن المال و السلطة و الحماية تدور لصالح السياسي و السلطة! لذلك فالأزمة التي يعانيها المثقف لنشر الحقيقة والمعرفة وكشف المزاعم التي تنشرها جماعات حزبية و سياسية تكون عادة مكلفة وقد تسبب خسارة المثقف و المفكر و الفيلسوف الذي من الصعب تعويضه بآخر بسهولة مما يؤدي إلى الأزمات و الخسائر المختلفة على جميع الأصعدة! و إن الموقف العام يتأزم أكثر فأكثر حين تظهر طوائف دينية وأحزاب مختلفة تتستّر برداء العفة و التأريخ و الجهاد و الثقافة؛ فتتسبب بخلق ذلك الصراع بين الطرفين وبين جهات عديدة .. كالحاكم ورجل الدين وأشباه المثقفين وأذيال الساسة بعضها مع البعض. إلّا أنه من خلال رؤية ثقافية معمّقة تقوم على حق التعبير والنقد؛ الرأي والرأي الآخر؛ الحق في الاختلاف؛ و وجوب احترام ألآخر؛ و الدفاع عن الحرية، مبتعداً عن الانحيازية الضيقة لصالح الثقافة والنقد الموضوعي للأخطاء والثغرات، والإشارة إلى العيوب بجرأة الحرّ الذي لا يتعدى حدود النقد البناء باحترام اختلاف الحضارات وتنوع الشعوب والدفاع عن القيم البشرية والاهتمام بحقوق الإنسان والتقيد بأخلاق المبادرة والمحاورة مبتعداً عن المناورة والمؤامرة بطرح القضايا وإخضاعها للنقاش والتحليل بغض النظر عن حجمها. أما فيما يتعلق بعلاقة السياسي والمثقف وإجلاء الحقائق بكل شفافية و توضيح التطورات السياسية ذات الأثر على الحياة المجتمعية والثقافية و الالتقاء في المواقع المتعارضة لإيجاد حلّ يخدم القضية المطروحة ويصب في مصلحة المجتمع بإثبات الدور الايجابي للمثقف و المفكر والذي قد يلقي على عاتق المثقف تهم إنتمائه لأحزاب وطوائف و مذاهب دافعاً بذلك ثمناً لموقفه المستقل!؟ ففي السياسة الكثير من الأمور المعقدة والمتشابكة التي قد لا تتيح للمثقف أن يتخذ موقفاً صريحاً أو معارضاً وفي نفس الوقت لا يمكنه الوقوف دون الدفاع عن بلاده ومبادئه، كرامته وحريته حينها .. لربما كان عليه اتخاذ لغة الحقائق والمنطق دون الانزلاق إلى المهاترات والطعن، الاسترزاق من الأزمات بغطاء وطني وتقصي الحقائق و نشرها دون إعطاء الفرصة للمتربصين لاستغلاله رصاصة في صدر الوطن و المواطن معاً. إن محاولة إيجاد نقطة التقاء بينهما و إيجاد لغة حوار مشترك تخدم المصالح العامة؛ هي من أهم أهداف المثقف الذي يسعى لتحقيقها و إثباتها على أمل تخطي الأزمات السياسية والفكرية . يقول الباري تعالى و هو أصدق القائليين و أنفعه لمصلحة و عاقبة البشر و المجتمعات: .[قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ]سورة يوسف / آية 8 ولا يعطي أي عمل خصوصا في المجال الأجتماعي ثمره و نتائجه الطيبة ما لم يكن بنية سليمة و تعاون جاد و مثمر بين العاملين, و الحمد لله رب العالمين. العارف الحكيم عزيز حميد مجيد

الكلمة موقف ؛ فارسها القلم

الكلمة موقف ، فارسها القلم …. د . أنور ساطع أصفري . الأقلام الصادقة الوفيّة التي تبتغي النبل في العطاء الإعلامي والسياسي والفكري والثقافي ، هي تماماً شئنا أم أبينا مثل الخيول العربية الأصيلة ، الحياة عندها لا تعني شيئاً أمام الجموح والشموخ كشجرةِ سنديان منتصبة ، وإثبات الذات ورفض الخنوع والاستكانة . وهذه الأقلام التي تنشد الحقيقة الإعلامية والثقافية والفكرية ، لا يمكنها إلاّ أن تعيش في جوٍ حقيقيٍ وصريح من التنافس الشريف ، من خلالِ سمو الكلمة ، نحو هرمِ الإبداع النبيل ، لما فيه مصلحة الإنسان والوطن والأمّة . تماماً أعودُ لنفسِ التشبيه الذي بدأتُ به ، فالخيول الأصيلة تُمارسُ رغبتها في الصهيل في الأجواء الرحبةِ الواسعة ، ولكنها لا تعتدي على أحد ، بل تعكس شعور الإرتياح ومزاج الفرح عند الآخرين . وإذا افتقدت الأقلام الصادقة ثقافة الصهيل ، فإنها تتحوّل إلى أقلامٍ عرجاء ، مكسورة الخاطر ، شبيهة بالأغصان اليابسة ، وتتحوّل إلى أقلامٍ مريضةٍ ومُعاقة تنتظر رحمة خالقها ، أو من يُموّلها . إنّ الذين يودعون أقلامهم و أوراقهم و دفاترهم وكتبهم وذاكرتهم في مزادٍ علني ، أو في بورصة تزييف الحقيقة الإعلامية والسياسية ، فإنهم يدقّون المسمار الأول في نعشِ أقلامهم ويُعجّلون في دفنها ، أو ينتظرون القتل الرحيم من جهةٍ ما ، لأنها ، أي هذه الأقلام وُلِدت مُشوّهة عاجزة وكسيحة ، لأن أول صفةٍ من صفات الأصالة هي الولاء والإنتماء للإنسان وللوطن . إنّ الأقلام التي تنمو على الطحالب والوشايات ، وتتعكّز ليلاً نهاراً على همسات الجدران الخرساء ، وتلدُ لنا بعد عمليةٍ قيصرية مقالات ليس لها أي علاقةٍ بهمومنا و جراحاتنا وصراعنا الإنساني والقومي ، ومعاناة الإنسان اليومية بكاملِ مجتمعه ، حيثُ الفساد المتفشي والعهر السياسي ، ومصادرة حريات الرأي من كلّ صوبٍ وجانب ، فهذه المقالات لا يمكن ولا بأي شكلٍ من الأشكال أن تكون محسوبة على الأقلام النبيلة ، أو الخيول الأصيلة ، بل يتحوّل نتاجها وبكلِ صراحةٍ إلى رجسٍ من عملِ الشيطان . إنّ الكتّاب الذين يُمارسون الترفِ الفكري ، تُعتبر كلماتهم غير مسؤولة ، لأنهم لا يكشفون الحقائق ولا يفضحون الواقع الأليم الذي تعيشه الأمّة بسبب جرائم قوى الشر والعدوان ، وتقاعسهم هذا سوف لن يسكت عنه الإنسان والتاريخ ، بل ستقوم الأجيال الحالية والقادمة بفضحهم وكشف النقاب عن نواياهم المشبوهة . اليوم ، نحن أحوج ما نكون ، وأكثر من أي وقتٍ مضى إلى أقلامٍ صارخةٍ ومسؤولة ، تصهلُ بأعلى صوتها ، وتُواجه الواقع الأليم الذي تعيشه الأمّة ، بدونِ ستائر مُزيفة أو خوف ، بعيداً كلّ البعد عن أقلام المُهرّجين الذي يُمارسون هوايتهم في السيرك المهترىء والرخيص ، وفي صالونات السلطان . نحن بأمسِ الحاجةِ إلى أقلامٍ تحسُّ بأمانةِ الكلمة ، والهدف النبيل منها ، إلى أقلامٍ عفويةٍ صادقة ، لا نطلب منها سوى كشف الحقيقة وعدم التستر عليها ، أو تحريفِ الواقع ، إلى أقلامٍ نبيلةٍ تُجيد العزف على وتر الحقّ ، وتُجيد إيقاع جري وصهيل الخيول الأصيلة ، ولا تقع أو تنحرف إلى المستنقعات التي يسكنها البعوض والوباء والحشرات والضفادع والأفاعي ، وكتبة العهر السياسي . إنها الفوضى والعبث بمشاعرِ الآخرين وبالمواقف ، إنّه الصمت المريب لآلة السياسة العربية وصمتها المشبوه أمام آلة الجريمة والإبادة التي تشهدها غزّة البطولة ، وغزّة الحرّة . والأقلام الوسخة التي تقف إلى جانب الأشرار ، ما هي إلاّ إسطبلات رخيصة لحميرٍ كسيحةٍ لا تعرف لماذا تعيش . إنّ الكلمة إذا صدرت بعيداً عن الولاء والإنتماء للإنسان وللوطنِ وللأمّة ، ستكون كلمةً مهترئة رعناء ، كرصاصةٍ طائشة قد تقتل صاحبها أو أبرياء آخرين . كلّ الذين تاجروا ويُتاجرون بثوابت أُمتنا مهزومون ، وصوت الحقّ والشموخ ، وإرادة الإنسان في الحريةِ وفي البقاء هي المنتصرة .

إقترب أجلنا المحتوم :

إقتربَ أَجَلَنا ألمحتوم!؟ ميزان الحقّ و الباطل في العالم ؛ لم يعد يُعرف أو يُقييم حسب المنطق و القيم السّماويّة بآلنسبة للمؤمنين و لا حتى لغيرهم عبر الموازيين الأرضية حسب آراء ألعلماء و الفلاسفة الأنسانيّون و العلمانيون الأرضيون؛ إنّما بات المعيار و(القانون) يتحدّد و حسب مصالح الأغنياء الكبار في (المنظمة الأقتصاديّة العالميّة) و السّاسة وأهل السلطة كأذرع تنفيذية لها, فآلذي ينصهر ضمن بودقتهم و مناهجهم التي تملأ جيوب الرؤوساء والتجار- سواءاً كانت دولة أو حزب أو أو فيلسوف "مُنحاز"؛ يكون مُرَحّبَاً بها و من الناصرين المقرّبين لـ (ألحقّ) الذي يَدّعونه حسب مَعَاييرهم والعكس صحيح حسب قانونهم الفاصل؛ [أمّا معي أو ضدّي]! ألمحنة : هي أنّ معظم الصحفيين و الأعلاميين كما أهل الخبرة و الأختصاص و المبادئ باتوا يعرفون ذلك, بكون (الدولار) و (إقتصاد العالم) و 99% من منابع القدرة و المال في الأرض بيد طبقة الواحد بآلمئة1% في الدول الرأسمالية التي تُدار من قبل (المنظمة الأقتصادية العالمية), و باقي الدول و الناس و الشعوب و أحزابهم؛ مجرد عبيد خاضعون و يخدمون ضمن حكوماتهم و أحلافهم و مناهجهم حسب القانون العالميّ السائد(العولمة) التي نظّر لها(يوشيرو فرانسيس فوكوياما) عمداً مشيراً لإنتصار الرأسمالية الحتميّ على مدّعي القيم و الحضارات, سبقه بذلك مهندسي النهضة الأوربية الثلاثة(كانط و ديكارت و إستيوارت ميل) بغير عمدٍ أو قصد إبان إنبعاث النهضة التي عُرفت بـ (الرينوسانس) خلال القرون الوسطى, لتصورهم بأنهم سينقذون الناس المضطهدين بسبب الأباطرة و القساوسة, محاولين بدعوتهم للناس إلى آلديمقراطية و الأنظمة البرلمانية و حصر الدّين داخل الكنائس! و لم يكونوا(مهندسي النهضة) الذين تركوا أثراً مميّزاً لحد الآن يعلمون أنذاك بأنّ تنظيراتهم الفلسفيّة فاقدة لأصل محوري سيُسبّب و ينتج للعالم (الطبقة البرجوازيّة العالمية) التي ستُسيطر و تخلق طبقة رأسماليّة منظمة تستعبد العالم من باب تحصيل حاصل عبر الشركات الكبرى و البنوك و التكنولوجيا و الأعلام و المال بالتسلط على منابع النفط و القدرة و الزراعة و كما هو واقع الحال اليوم في معظم الكرة الأرضية!؟ المهم ما تمّ عرضه أعلاه عبارة عن مُقدّمة مختصرة و مكثّفة هامة تفيدنا كتمهيد لما نُريد بيانه من حقائق معاصرة و معقدة نسبياً يجهلها أكثر الناس بِمنْ فيهم المثقفين و الأعلاميين أنصاف المثقفين (نص ردن) و السياسيين الشياطين بشكل خاص!؟ بآلنسبة لي كعارف و فيلسوف ورث أسرار الحكمة و الوجود و الفكر الأنسانيّ منذ أنْ ظهرت بوادر الثقافة (عندما قرّر رجلٌ غاضب و لأوّل مرّة إلقاء كلمة بدلاً من حجر) كما يقول (سيجموند فرويد) الذي أعتقد أنّهُ لا يُمانع من الأستشهاد بمقولته الكونيّة هذه؛ و التي بها و مثيلاتها إستخلصتُ (الفلسفة الكونيّة العزيزية) كختام للفلسفة في الوجود, و التي عاهدت من خلالها نفسي من لحظة بيانها ؛ أنْ أنشر تلك المبادئ الفريدة و الرائدة التي فيها نجاة و حياة و تحرر البشرية في الدارين, حيث لا تضاهيها أية مبادئ أخرى , و دأبتُ منذ نهاية القرن الماضي(الألفية الثانيّة) لكتابة المقالات و البيانات وفتح مختلف المراكز و الوسائل و المكتبات و مئات المنتديات و الدورات و الحركات الثقافية لنشر الوعي بين الناس في مختلف البلدان, كما فتحت بحدود 30 صفحة كمواقع على شبكة الفيسبوك و تويتر و اللنكدوم و غيرها إضافة إلى مواقع شخصيّة ومنهجيّة عامّة؛ تمّ إغلاق معظمها للأسف و في كلّ مرّة كانت إدارة(الفيس) وتويتر يرسلون العبارة التالية: [After careful review, we determined your account broke the X Rules. Your account is permanently in read-only mode, which means you can’t post, Repost, or Like content. You won’t be able to create new accounts. If you think we got this wrong]. و عندما كنت أعترض على فعلهم المعادي للثقافة و حرية الرأي و الفكر مع الدليل و البيان الواضح؛ كانوا أحياناً يعيدون الموقع من جديد .. لكن سرعان ما يتمّ غلقه مجدداً بعد مضي أيام أو ساعات بحجج واهية ..! بل وفوق ذلك تدخلت الحكومة الأمريكية - و - الكندية ؛ و قد غيّروا لهجتهم المعادية و الأعتراضية - التبريرية لغلق مواقعي و تحجيم نشاطاتي الفكرية - الفلسفية.. و ذلك بإرسال رسالة خاصة معنونة كل مرّة من قبل الحكومة الفدرالية ذاتها تقول فيها : [غير مسموح لكَ بآلنشر لأنّ موضوعاتك تخالف القوانين الحكومية الكندية], حتى وصل الحال أخيراً بمنعي من مشاركة موضوع ثقافي أو حتى خبر من موقع لآخر, مدّعين بآلقول : [لا يمكن مشاركته حسب القوانين الحكومية المتبعة]!؟ و كلما كنت أستفسر عن سبب ذلك الأجحاف و المنع, وعلّة ذاك الهجوم وعن الفقرة المُحدّدة أو القانون الذي يأمر بذلك؛ كان يأتيني جواباً عامّاً مفاده : [يخالف (الدستور الكندي أو الأمريكي أو القوانين المتّبعة)؛ و كثيراً ما كانوا يمتنعون عن الجواب]ٍ!؟ و هكذا لا أملك الآن أيّ موقع على الفيسبوك أو تويتر أو اللنكدوم أو الشبكة العنكبوتية وغيرها بإستثناء(الواتسآب) و أَ تَسَاَ أَ ل: إذا كانت دولاً عظمى كأمريكا و كندا و غيرها؛ تخاف من فكري و فلسفتي الكونيّة الداعية للسلام و المحبة و الوحدة و الحقوق و المساواة و الأنتصار لمفاهيم العدالة والحرية و السلام و الأمن و المحبة و تحرير الأنسان من الظلم و التبعية و الإرتزاق المُذلكحالة مشتركة بين كل البشرالذين باتوا طفيليين و مستهلكين لما تنتجه الأرض من خيرات و بآلتالي سبباً لتلوث البيئة و خراب الأرض)! فهل تحرير الأنسان من الظلم و التبعية و الطفيليية و الأرتزاق المُذلّ الذي بات حال كل البشر تقريباً حسب ما عبر عنه (شارلي شابلن) في آخر فيلم كان أول فيلم ناطق أنتجه عام 1939م بعد ما كانت جميع أفلامه من قبل صامتة كما يعرف العالم!؟ و كيف يمكن أن تكون مستقبل البشرية على خير وسؤدد و وئام و سلام مع هذا الوضع؟ فأنا متردّد وأكاد لا أصدّق للآن بكون ذاك الأصل الكونيّ يبغض تلك الحكومات و الأحزاب الداعية للديمقراطية و الحرية !؟ إنّها كارثة عظمى, و لا أدري لماذا القليل القليل من أهل الكروش و العروش لا يدركون ما يعيشه البشر من مآسي و حروب؟ و هل مسخ العالم بسبب أكل الحرام سيكون من صالحهم – من صالح اهل الكروش و العروش!؟ و إذا كانت تلك القوى العظمى التي تسيطر حتى على الفضاء تخاف من فلسفتي الكونيّة و نشر الوعي و تحترز منها لهذا الحدّ و لا تسمح حتى بمجرد نشرها و هي تدعي العدالة و الديمقراطية والحب و السلام ؛ فهل هذا يعني و يدلل على : - خوف و معاداة الّلوبيات و الجّهات المغرضة في الدول العظمى و حكومات العالم المؤتلفة بظلهم للفكر و بآلذات لفكرنا الأنساني ألآدمي الكونيّ الذي يعتبر خلاصة ثمرة الفكر الأنساني منذ نشأة أول جملة مفيدة في مجال الفكر و التحرر و العدالة و الأحياء!؟ و إذا كانت تلك الأنظمة و أحزابها المتحاصصة و أذرعها العسكرية؛ تخاف من ذلك حقّاً؛ فهل هذا يعني أنّها لا تريد الحقّ والعدالة أن تحكم الأرض أبداً .. بل تريد نظاماً حسب معاييرها المعروفة للتسلط و الهيمنة على العالم !؟ و ما الفائدة أو اللذة من أسر العالم و إستعباد الناس و التسلط على 8 مليارات من البشر !؟ و نتسا أَ ل أيضاً و هذا الحال الذي ينذر بحرب نووية لا تُبقي و لا تذر حسب مؤشرات الواقع : نتسا أَ ل ممّن عرف نفسه و بقي في وجوده شيئ من الوجدان ؛ ما هو الدور المطلوب من الطبقة الكادحة و المثقفة المميزة خصوصاً تلك التي ما زالت تملك الوجدان و الضمير لأنها أبت أن تنخرط مع المرتزقة أو تأكل لقمة الحرام معهم مقابل جيوش الفاسدين الداعمين لحكومات العالم الظالمة, خصوصاً الحكومات العربية و العراقية و أحزابها العاملة للمستكبرين!؟ و أخيراً ؛ هل يُمكن أن تتحقق الوحدة لظهور دور شامل و منظم لحركة التغيير بين أوساط المثقفين و المفكرين عبر توحيد المراكز و المنتديات و المقاهي الفكرية و المجتمعيّة لإدارة الحكومات من اجل الحرية و المساواة و العدالة!؟ أم إقترب أجَلنا جميعاً بترك هذا الأصل الذي يحدد عالمنا و دُنيانا و آخرتنا!؟ العارف الحكيم عزيز حميد مجيد. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملاحظة : يمكنكم الأطلاع على خلاصة نظريّة المعرفة الكونية لـ (فلسفتي الكونية العزيزية) عبر الرابط التالي : download book cosmic philosophy theory pdf - Noor Library (noor-book.com) أو : https://www.noor-book.com/u/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A/books تسبقها قراءة كتابين من أهم الكتب التي ألّفتها و تضمن فتح آفاق الفكر و الوعي في عقل و قلب القارئ, هما: - محنة الفكر الأنساني: - الجذور الفلسفية للنظريات ألسّياسية(جزئين):

Monday, April 22, 2024

بوتين في مواجهة أمريكا : أدوار و مناورات :

أدوار و مناورات بين روسيا و أمريكا : https://www.youtube.com/watch?v=nGvHD5HOaWo&ab_channel=AsharqDocumentary%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82%D9%8A%D8%A9

هل إقتربَ أجَلنا؟

هل إقتربَ أَجَلَنا ألمحتوم!؟ ميزان الحقّ و الباطل في العالم ؛ لم يعد يُعرف أو يُقييم حسب المنطق و القيم السّماويّة بآلنسبة للمؤمنين و لا حتى لغيرهم عبر الموازيين الأرضية حسب آراء ألعلماء و الفلاسفة الأنسانيّون و العلمانيون الأرضيون؛ إنّما بات المعيار و(القانون) يتحدّد و حسب مصالح الأغنياء الكبار في (المنظمة الأقتصاديّة العالميّة) و السّاسة وأهل السلطة كأذرع تنفيذية لها, فآلذي ينصهر ضمن بودقتهم و مناهجهم التي تملأ جيوب الرؤوساء والتجار- سواءاً كانت دولة أو حزب أو أو فيلسوف "مُنحاز"؛ يكون مُرَحّبَاً بها و من الناصرين المقرّبين لـ (ألحقّ) الذي يَدّعونه حسب مَعَاييرهم والعكس صحيح حسب قانونهم الفاصل؛ [أمّا معي أو ضدّي]! ألمحنة : هي أنّ معظم الصحفيين و الأعلاميين كما أهل الخبرة و الأختصاص و المبادئ باتوا يعرفون ذلك, بكون (الدولار) و (إقتصاد العالم) و 99% من منابع القدرة و المال في الأرض بيد طبقة الواحد بآلمئة1% في الدول الرأسمالية التي تُدار من قبل (المنظمة الأقتصادية العالمية), و باقي الدول و الناس و الشعوب و أحزابهم؛ مجرد عبيد خاضعون و يخدمون ضمن حكوماتهم و أحلافهم و مناهجهم حسب القانون العالميّ السائد(العولمة) التي نظّر لها(يوشيرو فرانسيس فوكوياما) عمداً مشيراً لإنتصار الرأسمالية الحتميّ على مدّعي القيم و الحضارات, سبقه بذلك مهندسي النهضة الأوربية الثلاثة(كانط و ديكارت و إستيوارت ميل) بغير عمدٍ أو قصد إبان إنبعاث النهضة التي عُرفت بـ (الرينوسانس) خلال القرون الوسطى, لتصورهم بأنهم سينقذون الناس المضطهدين بسبب الأباطرة و القساوسة, محاولين بدعوتهم للناس إلى آلديمقراطية و الأنظمة البرلمانية و حصر الدّين داخل الكنائس! و لم يكونوا(مهندسي النهضة) الذين تركوا أثراً مميّزاً لحد الآن يعلمون أنذاك بأنّ تنظيراتهم الفلسفيّة فاقدة لأصل محوري سيُسبّب و ينتج للعالم (الطبقة البرجوازيّة العالمية) التي ستُسيطر و تخلق طبقة رأسماليّة منظمة تستعبد العالم من باب تحصيل حاصل عبر الشركات الكبرى و البنوك و التكنولوجيا و الأعلام و المال بالتسلط على منابع النفط و القدرة و الزراعة و كما هو واقع الحال اليوم في معظم الكرة الأرضية!؟ المهم ما تمّ عرضه أعلاه عبارة عن مُقدّمة مختصرة و مكثّفة هامة تفيدنا كتمهيد لما نُريد بيانه من حقائق معاصرة و معقدة نسبياً يجهلها أكثر الناس بِمنْ فيهم المثقفين و الأعلاميين أنصاف المثقفين (نص ردن) و السياسيين الشياطين بشكل خاص!؟ بآلنسبة لي كعارف و فيلسوف ورث أسرار الحكمة و الوجود و الفكر الأنسانيّ منذ أنْ ظهرت بوادر الثقافة (عندما قرّر رجلٌ غاضب و لأوّل مرّة إلقاء كلمة بدلاً من حجر) كما يقول (سيجموند فرويد) الذي أعتقد أنّهُ لا يُمانع من الأستشهاد بمقولته الكونيّة هذه؛ و التي بها و مثيلاتها إستخلصتُ (الفلسفة الكونيّة العزيزية) كختام للفلسفة في الوجود, و التي عاهدت من خلالها نفسي من لحظة بيانها ؛ أنْ أنشر تلك المبادئ الفريدة و الرائدة التي فيها نجاة و حياة و تحرر البشرية في الدارين, حيث لا تضاهيها أية مبادئ أخرى , و دأبتُ منذ نهاية القرن الماضي(الألفية الثانيّة) لكتابة المقالات و البيانات وفتح مختلف المراكز و الوسائل و المكتبات و مئات المنتديات و الدورات و الحركات الثقافية لنشر الوعي بين الناس في مختلف البلدان, كما فتحت بحدود 30 صفحة كمواقع على شبكة الفيسبوك و تويتر و اللنكدوم و غيرها إضافة إلى مواقع شخصيّة ومنهجيّة عامّة؛ تمّ إغلاق معظمها للأسف و في كلّ مرّة كانت إدارة(الفيس) وتويتر يرسلون العبارة التالية: [After careful review, we determined your account broke the X Rules. Your account is permanently in read-only mode, which means you can’t post, Repost, or Like content. You won’t be able to create new accounts. If you think we got this wrong]. و عندما كنت أعترض على فعلهم المعادي للثقافة و حرية الرأي و الفكر مع الدليل و البيان الواضح؛ كانوا أحياناً يعيدون الموقع من جديد .. لكن سرعان ما يتمّ غلقه مجدداً بعد مضي أيام أو ساعات بحجج واهية ..! بل وفوق ذلك تدخلت الحكومة الأمريكية - و - الكندية ؛ و قد غيّروا لهجتهم المعادية و الأعتراضية - التبريرية لغلق مواقعي و تحجيم نشاطاتي الفكرية - الفلسفية.. و ذلك بإرسال رسالة خاصة معنونة كل مرّة من قبل الحكومة الفدرالية ذاتها تقول فيها : [غير مسموح لكَ بآلنشر لأنّ موضوعاتك تخالف القوانين الحكومية الكندية], حتى وصل الحال أخيراً بمنعي من مشاركة موضوع ثقافي أو حتى خبر من موقع لآخر, مدّعين بآلقول : [لا يمكن مشاركته حسب القوانين الحكومية المتبعة]!؟ و كلما كنت أستفسر عن سبب ذلك الأجحاف و المنع, وعلّة ذاك الهجوم وعن الفقرة المُحدّدة أو القانون الذي يأمر بذلك؛ كان يأتيني جواباً عامّاً مفاده : [يخالف (الدستور الكندي أو الأمريكي أو القوانين المتّبعة)؛ و كثيراً ما كانوا يمتنعون عن الجواب]ٍ!؟ و هكذا لا أملك الآن أيّ موقع على الفيسبوك أو تويتر أو اللنكدوم أو الشبكة العنكبوتية وغيرها بإستثناء(الواتسآب) و أَ تَسَاَ أَ ل: إذا كانت دولاً عظمى كأمريكا و كندا و غيرها؛ تخاف من فكري و فلسفتي الكونيّة الداعية للسلام و المحبة و الوحدة و الحقوق و المساواة و الأنتصار لمفاهيم العدالة والحرية و السلام و الأمن و المحبة و تحرير الأنسان من الظلم و التبعية و الإرتزاق المُذلكحالة مشتركة بين كل البشرالذين باتوا طفيليين و مستهلكين لما تنتجه الأرض من خيرات و بآلتالي سبباً لتلوث البيئة و خراب الأرض)! فهل تحرير الأنسان من الظلم و التبعية و الطفيليية و الأرتزاق المُذلّ الذي بات حال كل البشر تقريباً حسب ما عبر عنه (شارلي شابلن) في آخر فيلم كان أول فيلم ناطق أنتجه عام 1939م بعد ما كانت جميع أفلامه من قبل صامتة كما يعرف العالم!؟ و كيف يمكن أن تكون مستقبل البشرية على خير وسؤدد و وئام و سلام مع هذا الوضع؟ فأنا متردّد وأكاد لا أصدّق للآن بكون ذاك الأصل الكونيّ يبغض تلك الحكومات و الأحزاب الداعية للديمقراطية و الحرية !؟ إنّها كارثة عظمى, و لا أدري لماذا القليل القليل من أهل الكروش و العروش لا يدركون ما يعيشه البشر من مآسي و حروب؟ و هل مسخ العالم بسبب أكل الحرام سيكون من صالحهم – من صالح اهل الكروش و العروش!؟ و إذا كانت تلك القوى العظمى التي تسيطر حتى على الفضاء تخاف من فلسفتي الكونيّة و نشر الوعي و تحترز منها لهذا الحدّ و لا تسمح حتى بمجرد نشرها و هي تدعي العدالة و الديمقراطية والحب و السلام ؛ فهل هذا يعني و يدلل على : - خوف و معاداة الّلوبيات و الجّهات المغرضة في الدول العظمى و حكومات العالم المؤتلفة بظلهم للفكر و بآلذات لفكرنا الأنساني ألآدمي الكونيّ الذي يعتبر خلاصة ثمرة الفكر الأنساني منذ نشأة أول جملة مفيدة في مجال الفكر و التحرر و العدالة و الأحياء!؟ و إذا كانت تلك الأنظمة و أحزابها المتحاصصة و أذرعها العسكرية؛ تخاف من ذلك حقّاً؛ فهل هذا يعني أنّها لا تريد الحقّ والعدالة أن تحكم الأرض أبداً .. بل تريد نظاماً حسب معاييرها المعروفة للتسلط و الهيمنة على العالم !؟ و ما الفائدة أو اللذة من أسر العالم و إستعباد الناس و التسلط على 8 مليارات من البشر !؟ و نتسا أَ ل أيضاً و هذا الحال الذي ينذر بحرب نووية لا تُبقي و لا تذر حسب مؤشرات الواقع : نتسا أَ ل ممّن عرف نفسه و بقي في وجوده شيئ من الوجدان ؛ ما هو الدور المطلوب من الطبقة الكادحة و المثقفة المميزة خصوصاً تلك التي ما زالت تملك الوجدان و الضمير لأنها أبت أن تنخرط مع المرتزقة أو تأكل لقمة الحرام معهم مقابل جيوش الفاسدين الداعمين لحكومات العالم الظالمة, خصوصاً الحكومات العربية و العراقية و أحزابها العاملة للمستكبرين!؟ و أخيراً ؛ هل يُمكن أن تتحقق الوحدة لظهور دور شامل و منظم لحركة التغيير بين أوساط المثقفين و المفكرين عبر توحيد المراكز و المنتديات و المقاهي الفكرية و المجتمعيّة لإدارة الحكومات من اجل الحرية و المساواة و العدالة!؟ أم إقترب أجَلنا جميعاً بترك هذا الأصل الذي يحدد عالمنا و دُنيانا و آخرتنا!؟ العارف الحكيم عزيز حميد مجيد. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملاحظة : يمكنكم الأطلاع على خلاصة نظريّة المعرفة الكونية لـ (فلسفتي الكونية العزيزية) عبر الرابط التالي : download book cosmic philosophy theory pdf - Noor Library (noor-book.com) أو : https://www.noor-book.com/u/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%B3%D9%88%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D9%8A/books تسبقها قراءة كتابين من أهم الكتب التي ألّفتها و تضمن فتح آفاق الفكر و الوعي في عقل و قلب القارئ, هما: - محنة الفكر الأنساني: - الجذور الفلسفية للنظريات ألسّياسية(جزئين):